Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: البيانات
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مواجهة الارهاب والإرهابيين هي إحدى الدروس المهمة لواقعة عاشوراء، واول وأرفع درس لهذه الواقعة هو كون الاسلام مخالفاَ للإرهاب، ونحن جميعاَ موظّفون لإبلاغ هذا الخطاب الى العالم
خطاب سماحته بمناسبة حلول عشرة عاشوراء عام 1427 مواجهة الارهاب والإرهابيين هي إحدى الدروس المهمة لواقعة عاشوراء، واول وأرفع درس لهذه الواقعة هو كون الاسلام مخالفاَ للإرهاب، ونحن جميعاَ موظّفون لإبلاغ هذا الخطاب الى العالم
في نهاية بحث خارج الفقه وعلى عتبة حلول شهر محرم الحرام وواقعة كربلاء ألقى سماحة آية الله العظمى الصانعي خطاباَ بهذا الخصوص أكّد فيه على الموضوع المتقدم معتبراَ الاسلام دين الرفاه والسهولة ، وقال: من المؤسف أن الاسلام اليوم قد ابتلى بحفنة من الخوارج المتحجّرين الذين يمارسون الارهاب باسم الاسلام ويضعون الناس تحت الضغط و الإيذاء ، فيفجّرون مواقع باسم الاسلام و يرغمون الناس على السكوت.
على جميع المبلّغين من الخطباء والرواديد والصحفيين واصحاب الهيئات الحسينية أن يدافعوا عن غربة الاسلام ومظلوميته الحاصلة من جراء الأعمال القبيحة لهؤلاء الأشخاص ، وأن يبلّغوا العالم أول درس لواقعة كربلاء ، وهو ان الاسلام دين الرفاه والسهولة والمنطق ويخالف الارهاب.
ثم أشارهذا الفقيه الجليل إلى حادثة كربلاء وقضية التخطيط لقتل عبيد الله بن زياد من قبل بعض أقارب مسلم ابن عقيل سفير الامام الحسين ومخالفة مسلم للخطة وقال: يا ايها الذين تمارسون الارهاب باسم الاسلام، يا ايها الذين تعدّون الاسلام دين العنف، يا ايها المتحجّرون يا ايها الرجعيّون، يا ايها الذين تحقّّرون الناس متى ما تسلّمتم السلطة ، عليكم أن تتأمّلوا قليلاّ بموقف مسلم ، فإنه خالف خطة الاغتيال رغم توافر الامكانيات لديه، ومن الممكن أن لا تحصل حادثة كربلاء لوكان قد اغتيل ابن زياد .
وعندما سئل مسلم عن سبب مخالفته أجاب : (الايمان قيد الفتك) أي أن الايمان يمنع من الإرهاب.
تلميذ الامام البارز تعرّض إلى جانب من حياة الامام الخميني (سلام الله عليه) وهو عدم موافقته على اللجوء إلى السلاح طوال سنوات نضاله ، وإذا أمر يوماَ بإعدام شخص فما كان مستعدّاًَ لأن يخفي هذا بل يعلنه أمام الجميع .
وفي قسم آخر من خطابه أوصى سماحته المبلغين لأن يروّجوا لهدف الامام الحسين في نهضة، و هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، باعتباره فلسفة هذه النهضة ، وهذا لا يعني أن الامام أراد إجبار الناس على العمل بالمعروف والانتهاء عن المنكر ، فلم يكن مراده الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بنحو مقطعي ومؤقت بل كان هدفه الاساسي هو ايجاد ثقافة المعروف علمياً وعملياً في المجتمع ، أي سعى لأن يعدَّ مجتمعاَ يقوم بالمعروف تلقائياً ويعرف القيم الاسلامية الأساسيّة للمعروف ويعرف كذلك المنكر والسلوكيات المضادة للقيم وينتهي عنها. ولأجل سيادة هذه الثقافة وجد الامام الحسين التضحية بالنفس والأولاد والأصحاب طريقاً لذلك.
أكّد فضيلته على أنّ مهمة الانبياء العظام ايجاد ثقافة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال: العمل بالمعروف يتمَُ حينما يتبلور عنوان المعروف، أي تتوافر أرضيته علمياّ و عملياّ ، وهو ما حصل في كربلاء، ولأجل ذلك شهد التاريخ نهضات عديدة على بني اميّة بعد واقعة كربلاء بقليل، من قبيل قيام المختار وغيره، من نتائجها ايضاً أن استطاع الامامان الباقر والصادق (عليهما السلام ) تبيين المعروف والمنكر علمياَ وعملياَ، ولو لم تحصل واقعة كربلاء لكانت سلطة بني امية قد امتدت الى يومنا هذا.
مع إيصائه الرواديد وأصحاب الهيئات الحسينية والشيعة عموماَ بالاهتمام والجدّيّة تجاه إحياء التعزية التقليدية قال سماحته: كيف يمكن التغافل عن هذه القضية مع أن الله هو أول ذاكر لأبي عبد الله وأول من نعاه في عالم الخلق، وكان جبرائيل الامين مستمعاَ وهكذا الملايين من الملائكة، وعندما ولد أبو عبدالله (عليه السلام) خوطب جبرائيل الامين مع الملايين من الملائكة أن يرحلوا إلى الارض ويباركوا للرسول ولادة سبطه وان يعزّوه كذلك لأنه رغم عظمته يستشهد في وضع مؤلم .
ثم اضاف: ينبغي حفظ التعزية التقليدية التي تتكوّن من خطبة وردّة ولطمية، وهي تعدُّ من الاستراتيجيات الاسلامية ، ويعود أصلها إلى براءة المسلمين من الظلم وعدم مساومتهم للظالم.
كما قال آية الله الصانعي : أساس تعزية أبي عبدالله (عليه السلام) هو المقابلة بالمثل لاولئك الذين يستخفّون بالناس ( من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)
ومع اشارته إلى أن كل فرد يعدُّ ركناَ في المجتمع وله حرمته ومنزلته الخاصة ، ومصير الانسان عهد الغيبة وسيادة القانون بيده، قال: من الخطأ القول بأنّه لا دور للشعوب في الاسلام ولا شأن لنا بهم في عهد الغيبة.
أضاف تلميذ الامام البارز : تعزية الامام الحسين (عليه السلام) تعني عدم احترام الظالم والتبرّي منه ومقاطعته، وهو ما فعله الامام (س) مع الظالمين في زمانه، نهضتنا حسينية، وهي تعني البراءة من الظلم والظالمين الذين يستخفّون بالناس والبراءة من النفاق ومن مئات المعاصي الاخرى، ولافرق بين الظلمة أينما كانوا.
كما قال فضيلته: إنّ الكثير من المراسم التقليدية للتعزية اُخذت من الروايات أو استلهمت منها.
ومع اشارته إلى البحوث الفقهية التي تخصُّ مراسم التعزية وان هناك شبهة في جوازها باعتبار إضرارها بالبدن قال هذا الفقيه المجدّد: رغم أنّ بعض الأعاظم قد أشكل في جوازها لكني اعتقد أن قضية الضرر غير مطروحة هنا، فالذي يلطم على صدره أو وجهه يرى نفعاً في ذلك ولا يرى ضرراَ بل لايوجد ضرر اصلاَََ وإذا وجد فهو غير معتدّ به ، فلا يكون محرّماَ بل يرى المعزّون لذةََ في ذلك ، مضافاَ إلى أنَِ احاسيسهم وعواطفهم تجاه القضية تسلبهم اختيارهم، وهو من قبيل ما حصل للسيدة زينب (عليها السلام) فعندما شاهدت رأس أخيها نطحت رأسها بمقدم المحمل.
أضاف سماحته : على الخطباء و الرواديد و المدّاحين أن يمتنعوا عن ذكر ما يرفضه العقل والشرع و أصبح بطلانه واضحاَ وذكره غير مستحسن، فان ذكره يعدُّ منكراَ ومحرماَ.
وفي نهاية خطابه وجَه الشيخ خطابه لتلامذته قائلاَ : ابرزوا حبّكم لأبي عبدالله (عليه السلام) قدرما يمكنكم ، فان دمعة واحدة تسكب لأجله تنجي الانسان من جميع ذنوبه ، وهذا لا يعني دخول الانسان الجنة دون حساب ، بل إن تلك الدمعة تكون سبباَ لتوبة الانسان وإعادته لحقوق الاخرين، وفي هذا المجال لا فرق بين البكاء والإبكاءوالتباكي وذكر المصيبة والتمثيل وما شابهه.
التاريخ : 2006/01/23
تصفّح: 9149





جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org