موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: حول شخصية زوجة الامام الخميني سلام الله عليه ومنزلة خديجة(سلام الله عليها)
كلمات سماحة آية الله العظمى الصانعي دام ظله العاليحول شخصية زوجة الامام الخميني سلام الله عليه ومنزلة خديجة(سلام الله عليها) كلمات سماحة آية الله العظمى الصانعي حول شخصية زوجة الامام الخميني سلام الله عليه ومنزلة خديجة(سلام الله عليها) الذي يرقى الى مستوى أنّ جبرائيل الامين لا ينزل على الرسول الاّ ويبلّغ سلام الله على خديجة قبل أي حديث.
تحظى دراسة وتحليل شخصية المرأة في الثقافة الاسلامية بأهمية خاصة، وبخاصة النساء اللاتي لعبن دوراً مهماً في تاريخ الاسلام، بحيث أصبحن موضوع حديث العوام والخواص. وقد يصعب جداً أو يعجز الانسان عن تحليل وتبيين منزلة هكذا شخصيات.
انّ الحديث عن السيدة خديجة ثقفي (رحمها الله) زوجة امام الامة الخميني سلام الله عليه من هذا القبيل، لكنّي أبدأ الكلام عنها بجملة: (الاسماء تنزل من السماء) فانّ مبنى بعض المحقّقين في بحث وضع الالفاظ وتناسبها مع معانيها ومفاهيمها هو وجود ارتباط حقيقي بين الالفاظ ومعانيها. بعبارة اخرى: بعض المحققين يرى وجود ارتباط وتناسب تكويني بين الالفاظ ومعانيها في عالم الخلق، وأنّ الخلق يحصل بارادة من الله تعالى، ومن الطبيعي أنّه لا ينبغي انكار هكذا مبانٍ والتعامل معها بنحو غير صحيح؛ لانّ الرفض الجازم لوجهة نظر يعدُّ عداءً للعلم، وناشيء عن الجهل، فانّ الانسان عدوّ لما جهل.
طرحت هذا البحث لاثبات كلامي، ونحيل من أراد التفصيل الى كتب المحققين والعلماء الكبار، وهو أمر خارج عن نطاق طاقتي حالياً.
على أي حال، فانّ تسميتها بخديجة، قبل ما يقارب القرن _ حيث لم يكن الحديث عن الامام ولا عرفانه ولا فقاهته وصفاته البارزة _ يعدُّ شاهداً ودليلاً قوياً على المبنى المتقدّم.
لاتّضاح هذا الامر ينبغي مراجعة سيرة خديجة الكبرى زوجة رسول الله(ص)، فقد شهدنا لها دوراً مهماً في اطار تحقيق أهداف الرسول والاسلام الكبرى، ولم تألُ جهداً منذ بداية الدعوة في سبيل اعانة الرسول والتضحية لاجل الاسلام.
انّ مقام خديجة يرقى الى مستوى حيث لا ينزل جبرائيل الامين على الرسول الاّ ويبلّغ سلام الله عليها قبل أي حديث.
انّ نماذج من هذه التضحية نجدها _ الى حدٍّ _ ما في زوجة الامام، ومن هنا ندرك الارتباط التكويني والتناسب الواقعي بين اسم خديجة وأعمالها في ما يخص من تضحيات وصبر وسكينة تجاه حفيد الرسول الامام الخميني.
كيف لا تكون هكذا مع أنّها خلال سبعين سنة من حياتها المشتركة مع الامام الخميني ذلك الفقيه العارف لم تكن الاّ سكناً. نأمل أن تكون حياتها اُسوة لجميع النساء المتحرّرات، فقد تحمّلت جميع المصاعب والمشاكل الاجتماعية والسياسية لزوجها وهمّت لنصرته، بل شوهدت أحياناً تحفّزه على بعض النشاطات.
كانت السيدة خديجة ثقفي تماشي في أوائل حياتها زوجها في دراساته العرفانية وهداياته الاخلاقية، وتحفّزه على الدراسات الفقهية والاصولية التي واكبت في ما بعد متطلّبات المجتمع اليوم وستواكبه في المستقبل.
لا يخفى على أحد مستوى تحمّلها وصبرها أبان الثورة الحسينية للامام الخميني وقيادته لها، فقد تزامنت مقاومتها مع مشاكل وزحمات عظمى... وهي اليوم تلبّي نداء ربّها مع هذا الحمل الكبير والعشق والايثار، مودّعة جميع المسلمين والمسلمات ودعاة الحق والعدالة في العالم، لتلتقي باطمئنان أكبر زوجها وولديها المتّقين، محشورة مع خديجة الكبرى وفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين.
أتمنّى لهذه المرأة التي كانت مستقيمة وسكناً ونصراً للامام أن تنال رحمة الله الواسعة وأن يجعلها اُسوة لجميع النساء، لكي يبلغن جميعهنَّ هذه المرتبة من المعرفة والوعي، الى جنب الرجال في السعي لكسب حقوقهن الفردية والاجتماعية، ويكنّ هاديات لرجال يفخر التاريخ بوجودهم، ويكنّ أسباباً لاستمرار الثورات الشعبية الاسلامية في العالم، لنشهد آفاقاً واضحة وعظيمة للفقه الاسلامي الفاعل وتقرير مصير الشعوب بيد الشعوب ذاتها، وبلوغ الشعوب وبخاصة النساء جميع الحقوق، ان شاء الله. التاريخ : 2009/05/05 تصفّح: 10241