موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: المستبدون غافلون عن أنّ صرخات المظلومين وآهاتهم ودمائهم المراقة بغير حق ستضيّق الخناق عليهم
بيان سماحته بمناسبة مقتل عدد كبير من مسلمين اقليم سين كيانغ في الصينالمستبدون غافلون عن أنّ صرخات المظلومين وآهاتهم ودمائهم المراقة بغير حق ستضيّق الخناق عليهم
بسمه تعالى
(فقُطُعَ دَابرُ القَوٍمُ الّذينَ ظَلَمُوا وَالحَمدُ لله ربّ العَالَمينَ)
تأثّرت كثيراً من سماع خبر استخدام العنف غير الانساني للحكومة الصينية في اقليم (سين كيانغ) والذي أدّى الى مقتل واصابة واعتقال العدد الكبير من المسلمين والناس العزّل في ذلك الاقليم. انّ حكّام الصين المستبدين، وعوضاً عن حلّ مشاكل المسلمين الذين يشكّلون نسبة كبيرة من المجتمع الصيني، همّوا لاخفات أصوات الاعتراض الشعبية وبأشكال مختلفة. وفي هذا المجال قطعوا وسائل التواصل ومنعوا وسائل الاعلام من تغطية الفجائع ونسبوا هذه الاعتراضات الى قوى أجنبية، وبطلان هذه الحيلة أوضح من الشمس في رابعة النهار، انّهم تجرّأوا وتعدّوا على حقوق الناس العزّل، وسعوا _ من خلال نسبة هذه الاعتراضات الى عوامل أجنبية _ لاطفاء الاعتراضات الدولية والشعبية الصادرة من الدول الاخرى. لكنّ المستبدين غافلون عن أنّ صرخات المظلومين وآهاتهم ودمائهم المراقة بغير حق ستضيّق الخناق عليهم وستدوّي أصوات الاعتراض بحقّ للشعب المظلوم في جميع أرجاء العالم. انّ هذه الجرائم التي ترتكب بحقّ المسلمين تصدر في وقت يدّعي قادة الحكومة الصينية وجود علاقة وديّة مع الدول الاسلامية وتنمية العلاقات الاقتصادية بل وحتى اغراق أسواقهم التجارية والهيمنة عليها. والسؤال هو كيف يمكن أن يكون لهكذا قادة نفوذ تجاري واقتصادي مع كلّ جرائم القتل والاعتقال التي أدّت الى هتك حرمة المسلمين قاطبة؟ وهل يمكن لهؤلاء ادّعاء الالتحاق بركب العالم الحرّ لكنّهم ما زالوا يعيشون في عالم المطرقة والمنجل؟ وهل يمكنهم اخفات أصوات المواطنين بالهراوات الكهربائية والمليشيا؟ أنا ألفت انتباه جميع الحكومات الى حفظ حرمة وكرامة وحقوق البشر، وأدعو جميع أحرار العالم من كلّ الطبقات والاصناف والدول المدافعة عن حقوق البشر أن يدينوا هذه الجرائم، وأن يستخدموا جميع امكانياتهم الوطنية والقانونية للحؤول دون تكرّر هذه الجرائم الوحشية وغير الانسانية في جميع النظم. كيف لا يكون كذلك مع أنّ السكوت واللامبالاة تجاه ظلم الناس، الذين هم أصحاب السلطة الاصليين، يعدُّ ذنباً لا يغتفر، فضلاً عن الترويج والاعانة، وهي ذنوب أعظم وأشدّ وتسبّب الاشتراك في الجرائم؟ ينبغي الالتفات الى أن تضييع حقوق الناس من الذنوب التي لا يغفرها الربّ الرحيم.
يوسف الصانعي 19/رجب/1430 التاريخ : 2009/07/12 تصفّح: 9150