موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: مع السيدة لورا جولي من صحيفة لابرس الكندية
لقاء سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي (دام ظله العالي)مع السيدة لورا جولي من صحيفة لابرس الكندية
خلال هذا اللقاء قال الشيخ:
للمتهم في الثقافة الشيعية والفقه الاسلامي حقوق الأسير وأحكامه، أي ينبغي التعامل معه بلطف وتوفير الظروف الرفاهية المساعدة له وتحترم جميع حقوقه اثناء اعتقاله.
وفي ردّه على سؤال طرحته الصحافية حول مايستذكره من حوادث حصلت في أوائل الثورة الاسلامية واحاسيسه القلبية تجاه لحظات دخول القائد الفقيد ايران قال سماحته:
عشت أفضل الحالات والأيام يوم سمعت بخبر مجيء امام الأمة(سلام اللّه عليه) إلى ايران، فقد توفقنا عندئذ لرؤية وجهه المبارك ولسماع كلامه الثمين بعد فترة طويلة من الزمن، فقد كان يعمل لشعبه دون أن يتوقّع منهم شيئاً، وكانت أعماله كلها لرضاء اللّه تعالى، و بمجيئه عادت روح الشعب الإيراني ولذلك كنت فرحاً جداً.
وفي جوابه عن سؤال السيدة لورا عمّا لو كان الإمام الخميني حيّاً حالياً فبأي شيء من هذا البلد كان فرحاً، وبأي شيء منه كان غاضباً قال سماحته:
كان يقلقه بعض الاختلافات وانتهاك حقوق البعض، وكذلك بعض الضربات التي ترد على الحوزة العلمية، وفي نفس الوقت كان يفرح لطرح القضايا الاسلامية بوضوح ولسعي الناس لتحصيل حقوقهم، وكذلك يفرح لسعي الجامعات في سبيل إحقاق حقوقها وباتجاه التحقيق والدراسات، ولسعي الحوزة نحو الاستقلال.
وبعد ما طلبت السيدة لورا رأيه فيما يخص محاكمة المتهمين بقتل مواطنة كندية ايرانية المزمع عقدها في الخامس عشر من اكتوبر، وعمّا يفرضه الفقه والقوانين الإسلامية في هذا المجال قال مرجع الشيعة: وفي سؤالها عن الاعدامات التي حصلت أوائل الثورة ومدى شرعيتها وشرعية عقوبات المجرمين السياسيين قال سماحته الشيخ:
قد تكون مبرّرات لتلك الاعدامات وبخاصة تلك التي تمت في حياة الإمام الخميني، لكن عقوبة الجرائم السياسية ليس الإعدام، وقد كان تعامل أمير المؤمنين مع المجرمين السياسيين سلمياً إلاّ أن يتخذوا السلاح والإرهاب والقتل اسلوباً لعملهم عندئذ يواجههم. الحكومة الإيرانية لا تتعرّض للاحزاب والتجمعات السياسية مالم يلتزموا الأسلوب العسكري.
وعن حقوق المرأة والنكاح المؤقت قال:
حقوق المرأة مساوية لحقوق الرجل من وجهة نظر الإسلام ورغم أن الحقوق قد تختلف إلاّ أن العدالة والتساوي تُراعى فيها، ويبدو لي تساوي نفس ودم المرأة مع نفس الرجل ودمه، وعقاب قاتل المرأة يساوي عقاب قاتل الرجل، وديتهما واحدة.
العدالة والتساوي ملحوظان في باب الطلاق، فإذا أراد الرجل طلاق امرأته عليه أن يدفع لها مهرها، وإذا أرادت المرأة تطليق زوجها فعليها التخلي عن مهرها وعلى الرجل التطليق كما هو رأيي ورأي بعض من الفقهاء، أمّا إذا أرادت الطلاق والمهر معاً فذلك ظلم، وبذلك لا نرى أي ظلم في باب الطلاق، وبرأينا يمكن للمرأة أن ترتقي أعلى المناصب الحكومية.
النكاح الموقت خاص بحالات الضرورة، ومواردها من قبيل حاجة الجنود لاطفاء غرائزهم الجنسية عند الحرب، حيث يبتعدون عن زوجاتهم، والحياة المشتركة الدائمة تخص النكاح الدائم ويحرم المؤقت من وجهة نظري في غير مواقع الضرورة.
أسئلة السيدة لورا الأخيرة تناولت مواضيع من قبيل: تأثير حوزة قم والنجف على أحدهما الاخر وقضايا الشباب والحجاب، فكان جواب الشيخ الصانعي:
بأن حوزة قم والنجف بمثابة جامعتين تعين أحدهما الاُخرى، فانهما يتابعان هدفاً واحداً.
ومن المستحسن أن يسعى الشباب لتحصيل العلم وتطوير بلدهم مع بصيرة دينية، كما كان يحصل ذلك في أوائل الثورة، أمّا الحجاب من حيث كونه اجبارياً أو اختيارياً فإنّه أمر يتبع التقنين في هذا المجال، وبامكان المقننين أن يجعلوه إجبارياً.
الحجاب باعتبار تأكيد الشارع المقدس يعدُّ من الأمور المسلّمة للمرأة، وهو كذلك بلحاظ الأدلّه، ومؤخراً توصّلت إلى أن على الرجل أن يحظى بحجاب يخصّه، والتعرّي مُدان في الثقافة الإسلامية الشيعية، وكما يقول الشهيد المطهري: الحجاب صيانة لا تقييد. التاريخ : 2003/11/19 تصفّح: 11597