موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: حوار مع صحيفة *** الهجوم على السفارات ليس بالعمل الصائب، ومن الصعب كذلك ان نحول دون ابراز الناس أحاسيسهم
سماحة الشيخ آية الله العظمى الشيخ الصانعي (دام ظله الشريف)حوار مع صحيفة *** الهجوم على السفارات ليس بالعمل الصائب، ومن الصعب كذلك ان نحول دون ابراز الناس أحاسيسهم
إنَّ قضيّة تحرُّر الدين من قيود الافراط والتعصُّب توجب على قادة الفكر الديني تصعيد قواهم الاعلامية.
(( إنَّ الحركة الاخيرة التي قامت بها بعض الصحف والجرائد الغربية في طبعها لكاريكاتور يسيء لشخصية الرسول الاعظم(ص) تُُعدُّ في نفسها ترويجاً للإرهاب والإرهابيين، وهي مؤامرة أُريد منها زرع العداوة والشحناء بين المسلمين وغيرهم)).
في مقابلة للشيخ آية الله الصانعي مع مراسل صحيفة " لاربوليكا " الايطالية ضمن حديثه السابق أضاف :
(( إنَّ الإساءة للنبي (ص) ذريعة يتمسَّك بها الإرهابيون، فلذا أعتقد بانَّ تنفيذ حكم العقوبة بمن قام برسم هذه الكاريكاتورات ومن ساعد على طبعها، معناه إجراء العقوبة بمن يقوم بالأعمال الإرهابية)).
وقال سماحته : (( إنَّ العقوبة يجب أن تكون قانونية، ومن يدَّعي حرية القلم فاُجيبه: هل أنَّ الارهاب والعنف حرّية؟ هل من يروّج في كتاباته للإرهاب والتفجيرات ليس مجرماً؟ هل يسمي عمله هذا حرية التعبير)) ؟!
وقال ايضاً: (( ان حقوق الانسان لا تجيز مثل هذه الافعال لأنها تسبب بإيذاء الآخرين وتساعد على ترويج الارهاب والتفجيرات)).
في سؤال وجّهه اليه مراسل صحيفة " لاربوليكا " حول ردود فعل المسلمين حيال الإساءة والتي ترجمت بالهجوم على السفارات وتفجير بعض المراكز هل انه يعتقد بأنَّ ردود فعلهم هذه روعي فيها التناسب ام لا؟
اجاب فضيلة الشيخ : (( إنَّ الذريعة سببها الغرب لكننا يجب ان لا ننسى بأنَّهم جرحوا شعور المسلمين وعملهم هذا له ردود فعل معاكسة، من الصعب إيقافها، ورغم أنَّ الهجوم على السفارات عمل خاطىء إلاّ أنّ منعه وصدّه يعدُّ امراً صعباً )).
وأضاف سماحة الشيخ الصانعي : (( هذه الإساءة في رأيي متعمَّدة وتمّ التخطيط لها مسبقاً وأنَّ المقصود منها ايجاد سياسة العداوة والبغضاء بين المسلمين وغيرهم، ولولا هذا ما رسموا تلك الصورة العنيفة عن رسول الله الذي وصفه القران بالرحمة للعالمين، ذلك النبي الرحيم الذي واجه العذاب والإيذاء طيلة ثلاث و عشرين سنة من دعوته، ورغم ذلك ولرحمته الشديدة لم يدعو عليهم، بل كان يدعو الله لهدايتهم، ذلك النبي الرحيم الذي كان نهى عن الذبح أمام حيوان آخر خوفاً من تألّم الحيوان الآخر، وملايين الصور عن رحمته ورأفته وشفقته، هل يقصدون من صورهم المشينة هذه الاّ زرع العداوة والبغضاء؟ وهل لهم هدف غير هذا))؟
في إجابته عن سؤال وجَّه إليه حول أنّ المسلمين يدّعون بأنّ الاسلام يرفض العنف وهذا يصدق ايضاً في المسيحيّة، ورغم أنّ جميع الأديان تدّعي ضمّها الحقيقة المطلقة، لكن أتباع هذه الأديان يحملون أحقاداً تجاه بعضهم البعض، قال هذا لمرجع المجدّد :
(( لا يوجد في الاسلام عنف بخصوص الانسان، والقرآن بعنوانه دستور الاسلام يدعو الى المعاملة الحسنة مع جميع البشر( وقولوا للناس حسناً ) واذا عثر على مجموعة تؤيّد العنف والإرهاب بسبب استنباطها الخاطىء لبعض الآيات والروايات الذامّة للكفّار لكنني أعتقد بأنَّ غير المسلم ليس كافراً بل الكافر هو من عرف حقّانية الاسلام وعاداه عن قصد، كلامي هذا أيّده بعض علماء اهل السنة ولو أننا إستطعنا أن نصرِّح بهذا في عالم الاسلام لزالت بذور العنف )).
وأضاف سماحته:
(( انَّ البشر محترمون جميعهم وفق منطق الاسلام، اِلاّ من اظهر عداوته له عن قصد وغرض)) .
مجيباً على سؤال المراسل في خصوص الإساءات ودورها في تقوية الحركات الإصولية لجميع المذاهب والفرق الفكرية ورأيه في كيفية تحرر الدين من قيود الإصولية قال سماحته :
(( إنّ احد الأساليب المجدية في هذا المضمار تصعيد الحملة الاعلامية للقادة الدينيين والسياسيين المتحرّرين، كي يتمكّنوا بذلك من السيطرة على العنف والافراط، ومن المؤسف أنّ مثل هذه الأمور ضعيفة في العالم الاسلامي ))
وفيما يخصُّ ماهيّة ثورة الامام الحسين(ع) قال: (( واقعة عاشوراء تعدُّ أمراً سياسياً مدروساً وأنَّ الحسين(ع) حينما ترك المدينة قاصداً الكوفة كان عمله هذا نزولاً لطلب اهل الكوفة وانه لم يكن طالباً الحرب بل الحرب هي التي تطالب به، ولقد استشهد الحسين(ع) دفاعاً عن العقيدة والحرية ودفاعاً عن المظلومين ورفضاً للظلم وعمله، وهذا له قيمته النفسية بأن يهب الانسان روحه رفضاًَ للظلم، وتسفك دماءه لتصبح حائلاً دون عمل الظلم والظالمين )).
وفي نهاية اللقاء قال سماحة الشيخ:
(( في عصرنا هذا يجب أن تدار جميع الحكومات وفقاً لرأي الشعب بل يجب على الحكومات ان تحسن افعالها كي تكسب ودّ الشعوب، وهذا افضل أسلوب للحكومة الديمقراطية، لأن الديموقراطية لا علاقة لها باهواء الناس، وان الحكومة التي لايحبها الشعب تسقط تلقائياً)).