Loading...
error_text
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: اللقاءات
حجم الحرف
۱  ۲  ۳ 
التحميل المجدد   
موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: السيدة فرانسيس هريسون مراسلة محطة B .B.C
سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي (دام ظله الشريف) السيدة فرانسيس هريسون مراسلة محطة B .B.C
التفجيرات والعمليات الانتحارية التي لاتحصل في ميادين الحرب بل في الأزقة والشوارع مدانة من قبل الإسلام وتعدُّ ذنباً كبيراً لايمكن غفرانه، والمنفّذ للعملية منتحر وقاتل للضحايا، ويتحمّل ذنب جميع المقتولين ويضمن دياتهم، وإذا عجز عن دفع دياتهم في هذه الدنيا فلابدّ وأن يكون مسؤولاً في الآخرة، وهذه عقيدتنا في هذه العمليات، فالمنفِّذ يتحمَّل ذنب انتحاره وعذاب قتل مجموعة من البشر.

آية اللّه الصانعي الذي يتمتَّع بآراء وافكار حديثة تفتح آفاقاً فقهية جديدة في قضايا حقوق البشر والنساء والأطفال والديمقراطية وحرمة الدماء، أكَّد القضايا المتقدمة في لقائه مراسلة B. B . C .

وفي إجابته على سؤال حول التفاوت بين العمليات الانتحارية والعمليات الاستشهادية قال:

إن المقارنة بينهما كالمقارنة بين النور والظلام أو بين الحق والباطل، فلا مقارنة بينهما، فإن العمليات الاستشهادية خاصة بأزمنة الحرب ولمواجهة الاعداء في ساحة الحرب، ولا موضوعية للعمليات الاستشهادية والإرهاب خارجاً عن ساحة الحرب، ولا رخصة شرعية موجودة هنا بل تعتبر انتحاراً وقتلاً للآخرين، وهذا ذنب عظيم حتى لو قتل بعمله انساناً واحداً فإن عمله هذا بمثابة قتل الناس جميعاً.

تابع هذا الفقيه الكلام عن العمليات الاستشهادية في ميادين الحرب واعتبرها موضع تأييد العقلاء وناشئة عن بصيرة قائلاً:

التفجيرات والعمليات الانتحارية التي لاتحصل في ميادين الحرب بل في الأزقة والشوارع مدانة من قبل الإسلام، وتعدُّ ذنباً كبيراً لايمكن غفرانه، والمنفّذ للعملية منتحر وقاتل للضحايا، ويتحمّل ذنب جميع المقتولين ويضمن دياتهم، واذا عجز عن دفع دياتهم في هذه الدنيا فلابدّ وان يكون مسؤولاً في الآخرة، وهذه عقيدتنا في هذه العمليات، فالمنفّذ يتحمَّل ذنب انتحاره وعذاب قتل مجموعة من البشر.

الإسلام لايرتضي العمليات الانتحارية، وهي تخالف حق الحياة، والإسلام لايسمح حتى قتل أو حرق الحيوانات، من جانب آخر فإنّها لاتنسجم مع ماتمليه الفطرة على الإنسان ومع مايعاهد به الإنسان قلبه، فتكون محرّمة وممنوعة.

مع تأكيد سماحته على أن الذين يمارسون الإرهاب ويقتلون الأبرياء والأطفال والرضع ويسلبون حياة الشباب والعجزة، في الحقيقة هم ليسوا من البشر بل أخطر من الوحوش أجاب عن سؤال حو التفجيرات الأخيرة في لندن وقال:

هذه جميعها مدانة، والمنفّذون قتلة، لهذا لاينبغي لأحد أن يهمَّ بتبرير أعمالهم، وبخاصة من قبل اولئك الذين كانوا ضحية لهذا الإرهاب في زمن من الازمان، وأنا أرى طرح اي تبرير بمثابة الاشتراك في الذنب .
وفي قسم آخر من هذا اللقاء أكَّد سماحته على ضرورة السعي من قبل الجميع لتوحيد الرؤى فيما يخصُّ الإرهاب وإيصال رسالتنا إلى من تغافل عن أهمية هذه القضية وقال:
صحيح أنَّ للمظلوم أن يقف أمام الظلم لكن ليس بأي وسيلة ولو بايجاد الفوضى والمجازر.

كما أضاف سماحته:
لم يسمح الإمام (سلام اللّه عليه) طوال النهضة بالنضال المسلَّح، وكان يرى ضرورة التوعية الثقافية لأجل استمرار النهضة وانجاحها.
تابع آية اللّه الصانعي القول بأن المفروض في مواجهة الظلم أن تبتني على الحرية والتوعية، ولاينبغي التقدّم بها من خلال ممارسة الإرهاب، فإنها مع الارهاب سوف تفتقد العمق والخلود، ثم أشار إلى وجهة نظر الشيعة وتجاربهم في هذا المجال وقال:
حادثان عظيمان حصلا في تاريخ الإسلام يعدان دلائل فضلى لمخالفة الشيعة الإرهاب والانزجار منه هما: اغتيال الإمام علي(عليه السلام) على يد عبد الرحمن بن ملجم المرادي أثناء الصلاة، وكان علي نموذجاً عالياً في العدالة، وقد قتل بواسطة شخص كان إيمانه يملي عليه قتل هذه الشخصية، وهذه الحادثة لازالت حية في ذكريات الشيعة وتبعث بهم إلى رفض الإرهاب.
الحادثة الثانية حصلت في نهضة الإمام الحسين(عليه السلام) وماحصل لسفيره في الكوفة مسلم بن عقيل، فقد ذهب لعيادة هاني بن عروة (أحد انصار الإمام الحسين(عليه السلام)) وخطَّطوا لقتل عبيد اللّه بن زياد، ولو كان قد قتل آنذاك لباءت خطط بني اُمية جميعها بالفشل، وما كانت تحصل مجزرة لأصحاب الحسين(عليه السلام) بل لغيَّر التاريخ اتجاهه، لكن عندما اُريد قتل عبيد اللّه نقل مسلم قول الرسول (صلى الله عليه وآله): «إنَّ الإيمان قيّد الفتك» وهذا يعني ان الإيمان لايسمح بالإرهاب والفتك، فعدلوا عن رأيهم في قتل زياد.

كما قال سماحته:
أنا آسف جداً على مايصرف من وقت وعلى مايهدر من طاقات لأجل هذه القضية البسيطة.
ثمّ تعرّض فضيلته إلى القضية الفلسطينية وقال:
لاتنفع آرائي وأراؤكم للفسلطينيين، والفسلطينيون هم أصحاب القضية وهم أهل للاستشارة ولإبداء الرأي ثم أضاف: آمل أن تحلَّ هذه القضية بالحوار لكي لاتسقط ضحايا أبرياء من الطرفين أكثر ممّا سقط حتى الآن، وعلى الصهاينة أن يكفّوا عن ارتكاب جرائم أكثر من هذا.
التاريخ : 2005/11/19
تصفّح: 9228





جميع الحقوق محفوظة لموقع آية الله العظمى الشيخ الصانعي .
المصدر: http://saanei.org