موقع مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي مُدّ ظِلّه العالي :: حوار مع السيد مدير تحرير اسبوعية (اكونوميست) اللندنية
سماحة آية الله العظمى الشيخ الصانعي (دام ظله الشريف)حوار مع السيد مدير تحرير اسبوعية (اكونوميست) اللندنية
اسبوعية اكونوميست من الصحف الواسعة الانتشار في العالم ويصل نسخها إلى أكثر من مليون وتوزّع في أقصى نقاط العالم. في المجال الاقتصادي تدعو الاسبوعية إلى السوق الحرة، وفي الجانب الاجتماعي تسير على النهج الليبرالي.
مدير تحريرها لفرع الشرق الاوسط وأفريقيا التقى سماحة آية اللّه العظمى الشيخ الصانعي ودار الحديث بيهما في قضايا شتَّى اسلامية ودينية.
في إجابته على سؤال مدير التحرير حول مستوى الاعتقادات الدينية لدى الناس في الوقت الحاضر قال سماحته:
من المحتمل أن عقيدتهم قد تدنَّت من حيث الكمية إلاَّ أنها مستواها الكيفي ارتفع بالنظر إلى حرية العقيدة والبصيرة التي يتحلّون بها حالياً.
ضمن إشارته إلى أن الثورة الإسلامية عهد الامام أوجدت مجتمعاً أكثر سلامة قال سماحته:
من الطبيعي في كل ثورة أن تبرز نقاط ضعفها واخفاقاتها بمرور الزمان، فقد يتدنَّى مستوى المجتمع شيئاً ما، لكن المجتمع في عهد الامام كان يخطو نحو الكمال، رغم ذلك بالامكان أن يصحح المجتمع طريقه ويتَّجه نحو الكمال إذا ما استفيد حالياً من اولئك الذين كانوا يعرفون الامام حق المعرفة، وهناك أمل برجوع المجتمع عن طريقه الحالي.
آية اللّه الصانعي مع تأكيده على أن وفاة الامام كانت ضربة قاصمة لايمكن جبرآنها بالنسبة إلى الشعب الايراني قال:
شعبنا يسعى لجبران تلك الضربة ولذلك نراهم يواجهون تحديات. ثم اعتبر طريق نجاة الشعب في تقنين وتنفيذ افكار عشاق الامام وأتباعه الحقيقيين، وضرب لذلك مثلا الانتخابات التي كان يشترك فيها أكثر من 80% لكن النسبة تدنَّت بشدة في السنوات الاخيرة.
وفي اجابته على سؤال آخر في خصوص رؤية آية اللّه السيد السيستاني في موضوع الحكومة الاسلامية في العراق، أبرز في البداية تعاطفه وحبّه للسيد السيستاني معتبراً إياه انساناً حكيماً ومدبراً وقال:
هو وجمع آخرون من العلماء أصحاب مبنى خاص في تعريف الحكومة، وهو ضرورة ولزوم عمل الحكومة وفق الموازين الاسلامية دون اختلاف في من يكون الحاكم، ولا ضرورة أن يكون القائد ومن على رأس السلطة التنفيذية أن يكون رجل دين. تعتمد فكرتهم على أن مهمة الحكومة حفظ الامن واجراء العدالة والحرية وتطبيق الموازين الاسلامية مع الاخذ بنظر الاعتبار رأي الشعب.
مبنى السيد السيستاني والسيد الخوئي يختلف مع مبنى الامام الخميني في موضوع الحكومة، لكن هذا لايصلح للتفريق بين أصحاب هذين الفكرتين، ولهذا طلب الامام من السيد الخوئي أن يصلّي على جنازة السيد مصطفى الخميني بعد وفاته.
ولدى اجابته عن سؤال في خصوص الاختلاف بين الشيعة والسنة أشار إلى عدم وجود الاختلاف الفاحش بين علمائهما في مقام العمل والحكومة والسياسة وأكَّد على أن البشرية حالياً تعتقد بالديمقراطية، ومن الواضح أن المسلمين يتطلعون إلى هكذا حكومة، والاختلاف بينهم في القضايا الفردية والعبادية ولا ربط لهذه الامور بالحكومة.
وفي قسم آخر من هذا الحوار تحدّث آية اللّه الصانعي عن الأحكام الفقهية وحدّ بلوغ البنت وتساوي دية الرجل والمرأة واحكام التقليد والرجم والآثار الاجتماعية لكلٍّ من هذه الأحكام وقال:
قبل 15 عام طرحت قضية بلوغ البنت كنظرية دينية مع رعاية جميع مبادىء الاستنباط. ثم أكّد على أن هذا النوع من التجديد الأصيل بمثابة السعي لأجل تعريف الناس بالحقائق الدينية الأصيلة ولأجل استقطابهم إلى الاسلام دون إكراه.
وبعد ذلك دار الحديث عن مسائل وقضايا أعمق وأكثر فائدة تطرح حالياً على طاولة البحث في الحوزة العلمية ولها أنصار كثيرون، من قبيل تساوي دية المرأة الرجل وجميع الناس المحترمين، أي لا تأثير للمذهب والقومية والجنس والعنصر في تحديد كمية الدية، والجميع مستاوون في القوانين الجزائية، على أن العقوبة تخفف على النساء أحياناً في القوانين الاسلامية، رغم أن القوانين الجزائية تخالف هذا، وهو أمر مؤسف، لكن الامام(سلام اللّه عليه) لو كان قيد الحياة لأصبحت هذه الفتوى مبنى القوانين.
كما أنا نرى أن من حق المرأة أن ترتقي جميع المناصب ويمكنها أن تكون مرجعاً وقائداً ورئيساً للجمهورية، فالمعيار هو صلاحيتها وكفاءتها وقدرتها على إدارة العمل وتدبيره.
أمَّا بالنسبة إلى الرجم وكيفية إجرائه فيوجد رأيان:
الاول: يرى بعض الأعاظم أن هذا الحد وماشابهه من حدود ثقيلة تخصُّ عهد الرسول(صلى الله عليه وآله) والائمة المعصومين وامام العصر(عج) والجزاء في عهد الغيبة ينبغي أن يكون دون الإعدام.
الثاني: الرأي الآخر الذي اعتقده أنا هو عدم امكان اثبات جرائم من هذا القبيل في هذا العهد، فهي لاتثبت ببساطة، ولهذا ينبغي فرض عقوبات غير الإعدام ودونه.
على أن هذا الأمر لايشمل جرائم القتل، بل ينبغي مقابلة القاتل بالمثل فيجري في حقّه القصاص.
وفي آخر قسم من كلامه في هذا اللقاء أكَّد على أن الشباب الايراني لايزال عاشقاً لمذهبه وقال:
الشعب الايراني لازال يكنُّ الاحترام لشخصية الامام الخميني(سلام اللّه عليه) وافكاره ويثمّن كلماته . التاريخ : 2004/12/02 تصفّح: 9142