error_text
الموضوع :
|
|
مصباح [ 43 ]
[ في استحباب الغسل للمباهلة ]
ومنها: الغسل للمباهلة. نصّ على ذلك المفيد في كتاب الإشراف(1)، وابن البرّاج في المهذّب(2)، وابن سعيد في الجامع(3)، وجماعة من المتأخّرين(4). وقيل: إنّ ذلك كان مشهوراً بين القدماء(5)، ويحتمله عبارة المقنعة: «وغسل المباهلة سنّة»(6)، وكذا ما تقدّم من موثّقة سماعة: «وغسل المباهلة واجب»(7). ويدلّ عليه ما رواه الكليني في باب المباهلة من أُصول الكافي، عن أبي مسروق، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: إنّا نكلّم الناس فنحتجّ عليهم بقول الله عزّ وجلّ: (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَْمْرِ مِنْكُمْ)(8)، فيقولون: نُزلت في أُمراء السرايا، فنحتجّ بقول الله عزّ وجلّ: (إنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وِرَسولُهُ) إلى آخر الآية(9)، فيقولون: نُزلت في المؤمنين. ونحتجّ عليهم بقول الله عزّ وجلّ: (قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)، فيقولون: نُزلت في قربى المسلمين. فلم أدع شيئاً ممّـا حضرني ذكره من هذا وشبهه إلاّ ذكرته، فقال لي: «إذا كان ذلك فادعهم إلى المباهلة». قلت: فكيف أصنع؟ قال: «أصلح نفسك ثلاثاً»، وأظنّه قال: «وصم، واغتسل، وابرز أنت وهو إلى الجبّان فشبّك أصابعك [في يدك] اليمنى في أصابعه، ثمّ أنصفه، وابدأ بنفسك وقل: اللهمّ ربّ السماوات السبع، وربّ الأرضين السبع، عالم الغيب والشهادة، الرحمن الرحيم، إن كان أبو مسروق جحد حقّاً وادّعى باطلا فأنزل عليه حسباناً من السماء أو عذاباً أليماً، ثمّ ردّ الدعوة عليه، فقل: وإن كان فلان جحد حقاً وادّعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من السماء أو عذاباً أليماً»، ثمّ قال: «فإنّك لا تلبث إلاّ أن ترى ذلك فيه، فوالله ما وجدت خلقاً يجيبني إليه»(10). وقول الراوي: «وأظنّه قال: وصم» يختصّ بالصوم، ولا يعمّ الاغتسال، كما هو الظاهر. -------------------------------------------------------------------------------- (1). الإشراف (المطبوع ضمن مصنّفات الشيخ المفيد 9): 18. (2). المهذّب 1: 33. (3). الجامع للشرائع: 33. (4). منهم: المجلسي الأوّل في لوامع صاحبقراني 1: 569، والمجلسي الثاني في ملاذ الأخيار 1: 396، والجزائري في التحفة السنيّة : 279، والمحدّث البحراني في الحدائق الناضرة 4: 190، وآل عصفور البحراني في سداد العباد: 20. وعدّ ابن زهرة في غنية النزوع: 62، من جملة الأغسال المندوبة: «غسل المباهلة». (5). قاله التقيّ المجلسي في بعض حواشيه، على ما حكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة 4: 190، والبهبهاني في مصابيح الظلام 4: 79. (6). المقنعة: 51. (7). تقدّم في الصفحة 399. (8). النساء (4): 59. (9). المائدة (5): 55. (10). الكافي 2: 513، باب المباهلة، الحديث 1، بتفاوت يسير، وما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر، وسائل الشيعة 7: 134، كتاب الصلاة، أبواب الدعاء، الباب 56، الحديث 1.
|
هوية الكتاب
خدمات الموقع 
الفكر
