|
مستحبّات الوقوف بعرفات
المقصد الثالث: في المندوبات، وهي كثيرة: منها: الوقوف في ميسرة الجبل[4] في السفح[5] منه، والغسل[6]. والأولي أن يكون مقارناً للزوال، وجمع الظهر والعصر بأذان وإقامتين[7]، إماماً كان، أو مأموماً، أو منفرداً، متمّاً أو مقصّراً، وضرب خباءه بنمرة[8]، وجمع
-------------------------------------------------- [1]. الكافي 4: 467، الحديث 2، الفقيه 2: 284، الحديث 1369، التهذيب 5: 289، الحديث 981، الاستبصار 2: 301، الحديث 1076، وسائل الشيعة 14: 35 و36، كتاب الحجّ، أبواب الوقوف بالمشعر، الباب 22، الحديث 1 و2. [2]. الذخيرة: 658، الدروس 1: 421، مستند الشيعة 12: 227. [3]. الجواهر 19: 35. [4]. ويدلّ على استحباب الوقوف في مسيرة الجبل بعرفة صحيح معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قف في مسيرة الجبل، فإنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقف بعرفات في مسيرة الجبل، فلمّا وقف جعلالناس يبتدرون أخفاف ناقته فيقفون إلى جانبه، فنحاها، ففعلوا مثل ذلك، فقال: أيّها الناس إنّه ليس موضع أخفاف ناقتي الموقف، ولكن هذا كلّه موقف... (الكافي 4: 463، الحديث 4، الفقيه 2: 281، الحديث 1377، وسائل الشيعة 13: 534، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 11، الحديث 1). [5]. سفح الجبل، أي أسفله. (الصحاح 1: 375). [6]. ويدلّ على ذلك ما رواه في الكافي عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: فإذا انتهيت إلى عرفات فاضرب خباءك بنمرة، ونمرة هي بطن عرنة دون الموقف ودون عرفة، فإذا زالت الشمس يوم عرفة فاغتسل وصلّ الظهر والعصر... (الكافي 4: 461، الحديث 3، التهذيب 5: 179، الحديث 600، وسائل الشيعة 13: 529، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 9، الحديث 1). [7]. الكافي 4: 461، الحديث 3، التهذيب 5: 179، الحديث 600، وسائل الشيعة 13: 529، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 9، الحديث 1. [8]. الكافي 4: 461، الحديث 3، التهذيب 5: 179، الحديث 600، وسائل الشيعة 13: 529، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 9، الحديث 1. ـ(434)ـ -------------------------------------------------- متاعه بعضه إلى بعض، وسد الفرج بينه وبين أصحابه بنفسه أو رحله إن كانت[1]، والمبادرة إلى الدعاء لنفسه، ولوالديه، ولإخوانه المؤمنين[2]، وأقلّهم أربعون، والتوبة، والاستغفار[3]. -------------------------------------------------- [1]. الكافي 4: 463، الحديث 4، الفقيه 2: 281، الحديث 1377، التهذيب 5: 181، الحديث 604، وسائل الشيعة 13: 537، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 13، الحديث 2. [2]. الكافي 2: 368، الحديث 6، الكافي 4: 463 و464، الحديث 4 و5، التهذيب 5: 184، الحديث 615، الدروس 1: 419، وسائل الشيعة 13: 544، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 17، الحديث 1 و2. [3]. الفقيه 2: 322، الحديث 1545، وسائل الشيعة 13: 540، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 4، الحديث 4 ـ(435)ـ -------------------------------------------------- والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والصلاة على النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، والتسبيح، والتمجيد ونحوهما من الأذكار والأدعية[1] بل الأحوط عدم ترك الدعاء والاستغفار، بل والصلاة والذكر، بل ينبغي له القيام حال الدعاء[1]، بل يكره له الركوب والجلوس إذا لم يتعبه القيام بحيث يشغله عن الدعاء والابتهال فيه. والأفضل الدعاء بالمأثور كدعاء الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة، وعليّ (عليه السلام) ولده في الصحيفة[3]، ودعاء النبيّ (صلّى الله عليه وآله) الذي علمه عليّاً (عليه السلام) قائلاً له: «هو دعاء من كان قبلي من الأنبياء»: «لا إله إلاّ الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي، وهو حيّ لا يموت، بيده الخير، وهو على كلّ شيء قدير. اللّهم لك الحمد كما تقول، وخير ما نقول، وفوق ما يقول القائلون. اللّهم لك صلاتي، ونسكي، وديني، ومحياي، ومماتي، ولك تراثي، وبك حولي، ومنك قوّتي. اللّهم إنّي أعوذ بك من الفقر، ووساوس الصدر ومن شتات الأمر، ومن عذاب القبر. اللّهم إني أسألك خير الرياح، وأعوذ بك من شرّ ما تجئ به الرياح، وأسألك خير الليل والنهار. اللّهم اجعل لي في قلبي نوراً، وفي سمعي وبصري نوراً، وفي لحمي، وعظامي، ودمي، وعروقي، ومقعدي، ومقامي، ومدخلي، ومخرجي نوراً، وأعظم لي نوراً يا ربّي يوم ألقاك، إنّك، على كلّ شيء قدير»[4]. وفي صحيح معاوية عن الصادق (عليه السلام): «إذا وقفت بعرفات فاحمد الله تعالى، وهلّله، -------------------------------------------------- [1]. الكافي 4: 463، الحديث 4، التهذيب 5: 182، الحديث 611، وسائل الشيعة 13: 538، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 14، الحديث 1. [2]. وفي الجواهر، ومنها أن يدعو قائما؛ لأنّه أفضل أفراد الكون باعتبار كونه أحمز، وإلى الأدب أقرب، ولم أجد فيه نصّا بالخصوص. (الجواهر 19: 58). [3]. الدعاء السابع والأربعون من صحيفة السّجاديّة لعليّ بن الحسين (عليهما السلام). [4]. الفقيه 2: 324، الحديث 1547، التهذيب 5: 183، الحديث 612، وسائل الشيعة 13: 540، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 14، الحديث 3. ـ(436)ـ -------------------------------------------------- ومجّده، واثن عليه، وكبّره مائة مرّة، وإقراء: قل هو الله أحد مائة مرّة، وتخيّر لنفسك من الدعاء ما أحببت، واجتهد فإنّه يوم دعاء ومسألة، وتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنّ الشيطان لن يذهلك في موطن قط أحبّ إليه من أن يذهلك في ذلك الموضع والموطن، وإيّاك أن تشتغل بالنظر إلى الناس، وأقبل قبل نفسك، وليكن في ما تقول: اللّهم ربّ المشاعر كلّها فك رقبتي من النار، وأوسع على من رزقك الحلال، وادرأ عنّي شرّ فسقة الجنّ والإنس. اللّهم لا تمكر بي، ولا تخدعنّي، ولا تستدرجني يا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تفعل بي كذا وكذا. وليكن في ما تقول وأنت رافع يديك إلى السماء: اللّهم حاجتي إليك التي إن أعطيتنيها لم يضرّني ما منعتني، وإن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني، أسألك خلاص رقبتي من النار. اللّهم إنّي عبدك، وملك ناصيتي بيدك، وأجلي بعلمك، أسألك أن توفّقني لما يرضيك عنّي، وأن تسلّم منى مناسكي التي أريتها خليلك إبراهيم (عليه السلام) ودللت عليها نبيّك محمّداً (صلّى الله عليه وآله). وليكن في ما تقول: اللّهم اجعلني ممّن رضيت عمله، وأطلت عمره، وأحييته بعد الموت حياة طيّبة»[1]. وفي خبره الآخر عنه أيضاً: زيادة واحمده مائة مرّة، وسبّحه مائة مرّة، ثمّ قال: «وليكن فيما تقول: اللّهم إنّي عبدك فلا تجعلني من أخيب وفدك، وارحم مسيري إليك من الفجّ العميق. اللّهم إنّي أسألك بحولك، وجودك، وكرمك، ومنّك، وفضلك يا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين... »[2] الحديث. وليقل عندما تشرف الشمس أن تغيب: «اللّهم إنّي أعوذ بك من الفقر، ومن تشتّت الأمر، ومن شرّ ما يحدث لي بالليل والنهار، أمسي ظلمي مستجيراً بعفوك، وأمسي خوفي مستجيراً -------------------------------------------------- [1]. الكافي 4: 463، الحديث 4، التهذيب 5: 182، الحديث 611، وسائل الشيعة 13: 538، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 14، الحديث 1. [2]. التهذيب 5: 182، الحديث 611، وسائل الشيعة 13: 538، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 14، الحديث 1. ـ(437)ـ -------------------------------------------------- بأمانك وأمسي ذلي مستجيراً بعزّك، وأمسي وجهي الفاني مستجيراً بوجهك الباقي. يا خير من سئل، ويا أجود من أعطي، ويا أرحم من استرحم جلّلني برحمتك، وألبسني عافيتك، واصرف عنّي شرّ جميع خلقك»[1]. وفي خبر أبي بصير: «إذا أتيت الموقف فاستقبل البيت، وسبّح الله مائة مرّة، وكبّر الله مائة مرّة، وتقول: ما شاء الله، لا قوّة إلاّ بالله مائة مرّة، وتقول: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي، وهو حيّ لا يموت، بيده الخير، وهو على كلّ شيء قدير مائة مرّة ثمّ تقرأ عشر آيات(1) من سورة البقرة[2]، ثمّ تقرأ: قل هو الله أحد ثلاث مرّات، وتقرأ آية الكرسي حتى تفرغ منها، ثمّ تقرأ آية السخرة: «إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماوَاتِ والأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ» إلى قوله: «قَريبٌ مِنَ الْمُحْسِنينَ»[3]، ثمّ تقرأ: قل أعوذ بربّ الفلق، وقل أعوذ بربّ النّاس حتى تفرغ منها، ثمّ تحمد الله على كلّ نعمة أنعم بها عليك، وتذكر النعمة واحدة بعد واحدة ما أحصيت منها، وتحمد الله على ما أنعم عليك من أهل ومال، وتحمد الله على ما أبلاك، وتقول: اللّهم لك الحمد على نعمائك التي لا تحصي بعدد، ولا تكافيء بعمل. وتحمده بكلّ آية ذكر فيها الحمد لنفسه في القرآن، وتسبّحه بكلّ تسبيح ذكر به نفسه في القرآن، وتكبّره بكلّ تكبير كبّر (1) أي من أوّل سورة البقرة، فالمرويّ كذلك[4]، لا العشرة المطلقة منها كما في المتن. (صانعي) -------------------------------------------------- [1]. الكافي 4: 464، الحديث 4. [2]. الفقيه 2: 322، الحديث 1545، وسائل الشيعة 13: 540، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 14، الحديث 4. [3]. الأعراف (7): 54 و55. [4]. الفقيه 2: 322، الحديث 1545، وسائل الشيعة 13: 540، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 14، الحديث 4. ـ(438)ـ -------------------------------------------------- به نفسه في القرآن، وتهلّله بكلّ تهليل هلّل به نفسه في القرآن، وتصلّي على محمّد وآل محمّد (صلّى الله عليه وآله)، وتكثر منه، وتجتهد فيه، وتدعو الله بكّل اسم سمي به نفسه في القرآن، وبكّل اسم يخصّه، وتدعوه بأسمائه في آخر سورة الحشر، وتقول: أسألك يا الله يا رحمن بكلّ اسم هو لك، وأسألك بقوّتك، وقدرتك، وعزّتك، وبجميع ما أحاط به علمك، وبأركانك كلّها، وبحقّ رسولك صلواتك عليه وآله، وباسمك الأكبر الأكبر الأكبر، وباسمك العظيم الذي من دعاك به كان حقّاً عليك أن تجيبه، وباسمك الأعظم الأعظم الأعظم الذي من دعاك به كان حقّاً عليك أن لا تردّه، وأن تعطيه ما سأل أن تغفر لي جميع ذنوبي في جميع علمك بي[1]، وتسأل الله حاجتك كلّها من أمر الدنيا والآخرة، وترغب إليه في الوفادة في المستقبل، وفي كلّ عام، وتسأل الله الجنّة سبعين مرّة، وليكن من دعائك: «اللّهم فكّني من النار، وأوسع على من رزقك الحلال الطيّب، وادرأ عنّي شرّ فسقة الجنّ والإنس، وشرّ فسقة العرب والعجم». فإن نفد هذا الدعاء ولم تغرب الشمس فأعده من أوّله إلى آخره، ولا تملّ من الدعاء والتضرّع والمسألة[2] إلى غير ذلك ممّا ورد من الأدعية، بل يستحبّ الاجتماع للدعاء في الأمصار[3] فإنّه يوم عظيم كثير البركة، وهو يوم دعاء ومسألة. فإن غابت الشمس وزالت الحمرة المشرقيّة أفاض إلى المشعر بسكينة ووقار، مشتغلاً بالدعاء والاستغفار، مقتصداً في المشي، متحّرزاً عن وجيف[4] الخيل وما شابهه، فإذا انتهي إلى الكثيب[5] الأحمر عن يمين الطريق يقول: «اللّهم ارحم موقفي، وزد في علمي، وسلّم لي ديني، وتقبّل منى مناسكي. والأولي، بل الأحوط أن يؤخّر فرض العشائين مع بقاء الوقت. -------------------------------------------------- [1]. وفي الفقيه بدل «بي» «في». الفقيه 2: 323، الحديث 1545. [2]. الفقيه 2: 322، الحديث 1545، وسائل الشيعة 13: 540، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 14، الحديث 4. [3]. التهذيب 3: 136، الحديث 298، وسائل الشيعة 13: 560، كتاب الحجّ، أبواب إحرام الحجّ والوقوف بعرفة، الباب 25، الحديث 1و2. [4]. وجف وجيفاً: اضطرب ومشي سريعاً. (مجمع البحرين، مادّة وجف 5: 127). [5]. الكثيب: الرمّل المستطيل المحدودب، والجمع «كُثُب» بضمّتين و«كثبان». (مجمع البحرين مادّة كثب 2: 156). ـ(439)ـ -------------------------------------------------- إلى المزدلفة، ويجمع بينهما بأذان وإقامتين، ثمّ يقضي نافلة المغرب بعد العشاء الآخرة. الفصل الثالث: في الوقوف بالمشعر، ويسمّي «المشعر الحرام» و«المزدلفة»[1]. -------------------------------------------------- [1]. وفي الحديث «المزْدلفة» بضمّ الميم وسكون المعجمة وفتح المهملة وكسر اللام: اسم فاعل من الازدلاف، وهو التقدّم. تقول ازدلف القوم: إذا تقدمّوا، وهي موضع يتقدّم الناس فيه إلى منى. وقيل: لأنّه يتقرّب فيها إلى الله، أو لمجيء الناس إليها في زُلْفٍ من الليل، أو من الازدلاف: الاجتماع، لاجتماع الناس فيها، أو لازدلاف آدم إلى حواء واجتماعه معها، ولذا تُسمّي جُمعاً، وفي الحديث «سُمّي المشعرُ الحرام مزدلفة؛ لأنّ جبرئيل قال لإبراهيم (عليه السلام) بعرفات: يا إبراهيم اِزْدَلِف إلى المشعر الحرام فسمّيت المزدلفة». وفي حديث معاوية بن عمّار عن الصادق (عليه السلام) «إنّما سمّيت مزدلفة؛ لأنّهم ازدلفوا إليها من عرفات. (مجمع البحرين 5: 68 مادّة زلف). وجاء في لسان العرب: «وسمّيت المزدلفة بذلك؛ لاجتماع الناس بما». (لسان العرب 8:59؛ وفي كتاب العين: «سمّيت المزدلفة؛ لاقتراب الناس إلى منى بعد الإفاضة من عرفات». (العين 7:368) وقد جاءت هذه التسمية من الازدلاف بمعني التقدّم والإفاضة، كما جاء في صحيح معاوية بن عمّار عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: إنّما سميّت مزدلفة لأنّهم ازدلفوا إليها من عرفات. (العلل: 2: 165، الحديث 2، وسائل الشيعة 14: 11، كتاب الحجّ، أبواب الوقوف بالمشعر، الباب 4، الحديث 5). وفي حديث آخر عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال في الحديث إبراهيم (عليه السلام): إنّ جبرئيل (عليه السلام) انتهي به إلى الموقف، وأقام به حتى غربت الشمس، ثمّ أفاض به فقال: يا إبراهيم، ازدلف إلى المشعر الحرام، فسميّت مزدلفة. (العلل: 426، الحديث 1، وسائل الشيعة 14: 10، كتاب الحجّ، أبواب الوقوف بالمشعر، الباب 4، الحديث 4). وقال الشهيد ره: المزدلفة بفتح الميم وسكون الزاء المعجمة وفتح الدال وكسر اللام، اسم فاعل من الازدلاف وهو التقدّم، تقول تزلّف القوم وازدلفوا، أي تقدّموا، (المسالك 2: 282)، ومقتضي مفاد بعض الأحاديث أن يكون لفظها بصيغة اسم المفعول «مزدلَفّة» بفتح اللام؛ لأنّها اسم مكان. وقد يسمّي بالجمع بضمّ الجيم وفتح الميم، وسميّت بذلك؛ لاجتماع الحجّاج فيها بعد الإقاضه من عرفات. وقد ورد في الروايات بأنّه إنّما سمّيت المزدلفة جمعا؛ لأنّه يجمع فيها بين المغرب والعشاء. بأذان واحد وإقامتين. (الفقيه 2: 127، الحديث 546، وسائل الشيعة 14: 15، كتاب الحجّ، أبواب الوقوف بالمشعر، الباب 6، الحديث 6). وعن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سمّيت جمع؛ لأنّ آدم جمع فيها بين الصلاتين المغرب والعشاء. (العلل: 437، الحديث 1، وسائل الشيعة 14: 16، كتاب الحجّ، أبواب الوقوف بالمشعر، الباب 6، الحديث 7). وأمّا حدود المزدلفة: لقد ذكرت الروايات حدود المزدلفة، منها صحيح معاوية بن عمّار قال: حدّ المشعر الحرام من المأزمين إلى الحياض إلى وادي محسّر. (التهذيب 5: 190، الحديث 633، وسائل الشيعة 14: 17، كتاب الحجّ، أبواب الوقوف بالمشعر، الباب 8، الحديث 1). ومنها صحيح زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال للحكم بن عتيبة: ما حدّ المزدلفة؟ فسكت فقال أبو جعفر (عليه السلام): حدّها ما بين المأزمين إلى الجبل إلى حياض محسّر. (التهذيب 5: 190، الحديث 634، وسائل الشيعة 14: 17، كتاب الحجّ، أبواب الوقوف بالمشعر، الباب 8، الحديث 2). وفي صحيحة الحلبي عن أبي عبدالله (عليه السلام) في حديث قال: ولا تجاوز الحياض ليلة المزدلفة. (الكافي 4: 468، الحديث 1، وسائل الشيعة 14: 18، كتاب الحجّ، أبواب الوقوف بالمشعر، الباب 8، الحديث 3). وفي خبر إسحاق بن عمّار عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته عن حدّ جمع فقال: ما بين المأزمين، أي وادي محسّر. (الكافي 4: 471، الحديث 5، وسائل الشيعة 14: 18، كتاب الحجّ، أبواب الوقوف بالمشعر، الباب8، الحديث 5). ـ(440)ـ -------------------------------------------------- و«جمع» أيضاً. وفيه مقاصد:
|