|
مصباح [ 21 ]
[ في حكم مسّ حروف المصحف ]
العبرة بالمكتوب صحيحاً مطابقاً لرسم المصحف وإن لم يتلفّظ به، كالألف الفاصلة، والواو الفارقة. والمراد بالألف الفاصلة هي التي تكتب بعد واو الجمع لتفصل بين الواو وما بعدها(1)، فإنّها تكتب ولا تلفظ. وأمّا الفاصلة بين نون علامة الإناث والنون الثقيلة، كألف «إفْعَلنانِّ» (2)، فهي مكتوبة وملفوظة (3). وأمّا الواو الفارقة، فهي واو «أُولئك» و«أُولي» لئلاّ يشتبه بـ «إليك» و «إلى». ومثل الواو الفارقة واو الهمزة في مثل: «ثناؤك»، فإنّها مكتوبة غير ملفوظة. أمّا مثل «كفؤ» و«هزؤ» ممّا يكتب بالواو والهمزة، ويلفظ بأحدهما تارةً وبالآخر أُخرى، فهو داخل في الملفوظ. فلو بدّل حرفاً أو زاد في الرسم ما التزم تركه، كألف «اسحق» وواو «داود»، لم يحرم مسّه; والوجه في المبدل ظاهر. وكذا المزاد في الرسم; لأنّ حكم المسّ يتعلّق بالمكتوب، فيتبع رسم كتابة المصحف، والمبدل والزائد خارجان عنه، وإن تلفّظ بالزائد، كألف «إسحق» وواو «داود»، فإنّه داخل في القرآن الملفوظ دون المكتوب. واحتمل في جامع المقاصد تحريم المسّ فيما يخالف الرسم(4)، والوجه ما قلناه. -------------------------------------------------------------------------------- (1). مثل: فعلوا. (2). في بعض النسخ: « افعلان »، و هو خطأ. والألف في هذا اللفظ فصّلت بين نون علامة الإناث والنون الثقلية لكراهة اجتماع ثلاث نونات. (3). لمزيد الاطّلاع حول أقسام الألف والألف الفاصلة، راجع: لسان العرب 1: 37، باب الهمزة، الألف. (4). جامع المقاصد 1: 267.
|