|
الحوادث الواقعة في مرجعيّته
منها حوادث المشروطة والمستبدّة، كان ذلک في سنة 1324 ه . ق. قال معاصره الشيخ حرز الدين : حدثت زوابع سياسيّة بين المشروطة والمستبدّة على قلب الحكم القائم في إيران إلى حكم دستوريّ واستتبعها حوادث في العراق وإيران، بل والأقطار الإسلاميّة جمعاء من نفوذ سياسة الإنجليز وطمعهم في البلاد الإسلاميّة والعربيّة لثرواتها.[1] وأعقبها خلع السلطان عبدالحميد العثماني في تركيا، وكان السيّد ؛ ضدّ المشروطة؛ لما رأى فيه من الانحراف من مسيره الأصليّ والميل إلى السياسة الاستعماريّة، وبعض العلماء أيّدوها؛ لما انتهى إليهم من التحوّل في أساس الحكم إن استقرّت المشروطة، فلمّا بدأ لهم الانحراف عزم إيران للاصلاح، فمات بطريقة مجهولة. وكان عامّة أهل العراق وسوادهم مع اليزديّ مخالفين للمشروطة، فجرت بذلک فتن وبلايا على عالم الإسلام يطول شرحها ليس هنا مقامها. فنقول، كما قال صاحب الأعيان : ليس لنا إلّا أننحمل كلاّ منهما على محمل حسن والاختلاف في اجتهاد الرأي.[2] ومنها وقوع الاشتباكات في النجف بين الشعب والشرطة، من ليلة السبت 6رجب، سنة 1333 حتّى ليلة الإثنين منه. فخضعت مراكز الشرطة أمام المهاجمين ونهب الناس جميع ما فيها، وقد اتّفق أكثر علماء العرب وجملة من علماء الترک ـ سوى السيّد ـ على ممانعة القوم فلم يتسنّ لهم.[3] وما اتّفق له ؛ في مرجعيّته إحداث مدرسة علميّة كبيرة في النجف المشتهرة بمدرسة السيّد. قال تلميذه الشيخ عليّ المازندرانيّ في تأريخ بناء المدرسة: أسّسها بحر العلوم والتقى محمّد الكاظم من نسل طبا وفي بيوت أذن الله أتى تأريخها إلّا بحذف ما ابتداء يعني يحسب بحذف الواو، فيكون بحساب الأبجد: 1325 ه . ق.[4] -------------------------------------------------------------------------------- [1] ـ معارف الرجال :2 .327 [2] ـ أعيان الشيعة :14 .348 [3] ـ معارف الرجال :2 .327 [4] ـ ريحانة الأدب :6 .392
|