|
المقدمة
يدور الكتاب الرابع من سلسلة «الفقه المعاصر» حول مسألة قيمومة الأمّ، أي ولايتها على الأولاد، وندرس هنا ولايتها وقيمومتها بعد وفاة الأب على الأولاد غير البالغين، وهذه الولاية الثابتة لها تتقدّم على أيّ ولاية أخرى لأحد الأقرباء، لاسيّما الجدّ للأب.
إنّ أحد الأصول الأساسيّة والقواعد الرئيسة التي لابدَّ للفقيه من النظر إليها في الاجتهاد واستنباط الأحكام الشرعية هو القراءة الجامعة المستوعبة للمصادر الدينية، ونصوص القرآن والسنّة، فثمّة تقسيمات جاءت في المصادر الدينية، لا سيما المصادر الحديثية منها، كثيراً ما توقع في اللغط والاشتباه، فتمنع الفقيه من ملاحظة سائر الأبواب والأدلّة والعمومات، وقد يحصل الأمر على شكل آخر في بعض الأحيان، عندما لا ينظر الفقيه بجدّية إلى الروايات ذات الطابع الأخلاقي; انطلاقاً من الامتياز الموجود بين الفقه والأخلاق. والبارز في هذا الكتاب توظيف هذا الأصل وتفعيل هذه القاعدة، أي أنّه قد بذل جهدٌ لمراجعة تمام الأدلّة والنصوص، كما الروايات ذات الطابع الأخلاقي، ويمكن من خلال مجموعها استخلاص وجهة نظر الشارع وتحديدها. والأمل قائمٌ في أن تكون هذه المساهمات باعثةً على البحث المركّز والتفسير المعمّق والشامل، ونافعةً في تحصيل فهم صحيح لمراد الشارع سبحانه. والحمد لله
|