|
منهج التحقيق
عملنا في طريق التصحيح والتحقيق وفقاً لمنهجيّة التحقيق المشترک المتبعة في مؤسّسة فقه الثقلين الثقافية، و هي : 1ـ تقويم النصّ و مقابلة النسخ. لاحظنا أنّ النسخ المخطوطين والمطبوعة فيها تصحيف و تحريف و تسقيط، فكان من العسير علينا اختيار نسخة من بينها يصحّ الاعتماد عليها كي تكون أصلاً في التحقيق. لهذا راجعنا باُسلوب طريقة التلفيق و مقارنة بين هذه النسخ؛ محافظين على المخطوطين، و لفائدة كبيرة في رفع النواقص والأخطاء، ولإثبات النصّ الصحيح و إخراجها أقرب ما يكون لما تركه المؤلّف، و في موارد اختلاف النسخ أثبتنا في الهوامش ما هو ضروىّ منها، المغيّر للمعنى. وإنّما قمنا بهذه الطريقة اختصاراً للهوامش و تيسيراً على القارئ. 2ـ إدراج الحاشية الاستدلاليّة النفيسة، المستنبطة من الكتاب و السنّة لصاحب الفكر العميق والذهن الدقيق، فقيه العصر سماحة آية اللّه العظمى الشيخ يوسف الصانعي أدام اللّه ظلّه العالي. اعتمد المحشّي المعظّم، فيها على مناهج البحوث الاجتهاديّة في الفقه، نظراً إلى قوّة الشامّة الفقهيّة في استدلالاته، بالإضافة إلى اعتنائه و عنايته و بذل جهوده و تتبّعه للروايات التي تدلّ و تتعلّق بالفروع الفقهيّة المطروحة في الكتاب. لهذا تتميّز هذه بطريقتها الاستدلاليّة؛ و ذلک في الحقيقة تقوية لمسلک الاستنباط والاجتهاد و فتحاً لطرح الآراء المهمّة الحديثة التي تحتاج بها هذه الأزمنة. 3ـ تخريج الآيات بذكر السورة و رقمهما. 4ـ اعتمدنا في تخريج الروايات الشريفة، مضافاً إلى وسائل الشيعة أو مستدرک الوسائل، على المصادر و الاُصول الأربعة: من الكافي، و من لايحضرالفقيه، والتهذيب، والاستبصار و غيرها على ترتيب تقدّمها في التأليف و المؤلّف. و عند فقدانها في هذه المصادر رجعنا إلى المصنّفات الفقهيّة وأحياناً اللغويّة لتخريج الأحاديث. 5ـ تخريج الآراء و الأقوال على المصادر والأسماء التي أشار إليها الماتن والشارح؛ سواء كانت الأقوال صريح في الانتساب أو أشير بلفظ «قيل» أو «حكي» أو «بعض» وأضرابها. وكلّها صعب جدّاً؛ لأنّ فهم كلمات الفقهاء و تطبيقها على ما أراده المصنّف والشارح أمر دقيق يحتاج إلى دقّة و نظر. و هناک بعض الموارد اليسيرة لم نعثر على قائلها أشرنا لها في الهامش. 6ـ شرح المفردات الصعبة والكلمات الغامضة في الهامش، و كلّ ما رأيناه بلزوم شرحه من الأسماء والأمكنة، و ألفاظ اللغويّة؛ تسهيلاً للقارئ الكريم. 7ـ تقطيع المتن و وضع العناوين بعد «فصل» المقتبسة من موضوعات الكتاب بين المعقوفتين (و هي التي استفدناها من نسخة المطبوعة بإعداد السيّد أحمد الحسيني جزاه اللّه خير الجزاء). 8ـ إرجاعات الكتاب. أرجعنا كلّ ما صرّح المصنّف والمحشّي بتقدّمه أو مجيء ذكره بعبائر شتّى في الكتاب. 9ـ ثبت قائمة المراجع التي اعتمدنا عليها في تحقيقنا لهذا السِفْر الخالد، و ألحقناها في نهاية الكتاب. وصف النسخ المعتمدة للكتاب نسخ كثيرة تحتفظ بها المكتبات الخاصّة و العامّة، و نحن اعتمدنا في مقابلة هذا الكتاب و تصحيحه على سبع نسخ المخطوطة و المطبوعة، و هي : 1) النسخة المحفوظة في خزانة مركز إحياء التراث الإسلامي بقم المشرّفة بخطّ جيّدٍ، المرقّمة 660، والتي تقع في 146 صفحة، وفي كلّ صفحة 16 سطراً. كتبه جلال الدين بن محمّد بن عماد، وهي بتاريخ نسخها عصر يوم الإثنين عاشر شهر ربيع الثاني من سنة 986 هجريّة بالبغداد. ومن المؤسّف عليه أنّ النسخة ناقصة لفقد بعض الكلمات في نهاية السطور من بعض الصفحات، وعليها حواشىّ و تصحيحات، وقد رمزنا لها بالحرف «ث». 2) النسخة الخطّيّة المحفوظة في خزانة مكتبة المدرسة الفيضيّة بقم المقدّسة وبخطّ جيّد، تحت الرقم 1س 901 / 6299 / 275، تقع في 114 صفحة، وفي كلّ صفحة 21 سطراً. نسخت في السابع والعشرين من شهر جمادي الآخر من سنة 1015 هجريّة، وهي بخطّ ابن محمّد نورالدين محمّد الشريف، و عليها تصحيحات في حواشيّ الصفحات، وقد رمزنا لها بالحرف «ف». 3) النسخة المخطوطة المتوسطة في الخطّ، المحفظوظة في مكتبة آية اللّه العظمى السيّد المرعشي العامّة في مدينة قم برقم التسلسل 2796، تقع في 83 صفحة، وفي الصفحات 22، 23، 24 سطراً. انتهى نسخها بيد كاتبها أحمد بن محمّد بن سعيد إبراهيم العسكري الآراني في عصر الأحد من شهر شوّال من السنة 966 هجريّة. وهي ضمن المجموعة التي فيها موضوعات متفرقّة. ورمزنا لها بالحرف «م1». 4) النسخة المحفوظة في خزانة مخطوطات مكتبة آية اللّه العظمى السيّد المرعشي العامّة في قم بخطّ متوسطة، تحت رقم 683، عدد أوراقها 138 صفحة، وفي كلّ صفحة 17 سطراً. وقد فرغ من إتمام هذه النسخة في شهر ربيع الأولى من شهور سنة 1285 هجريّة، وكاتبها ابن المرحوم الحاج ملّا حسن محمّد إبراهيم، وصحّحه أبوالقاسم، والتي رمزنا لها بالحرف «م2». 5) نسخة مخطوطة جيّد الخطّ كتبت بخطّ النستعليق، وهي محفظوظة في خزانة مخطوطات مكتبة آية اللّه العظمى السيّد الگلپايگاني العامّة في قم المقدّسة تحت رقم 159 / 7 / 1259، تقع في 103 صفحة وفي الصفحات 15،16 سطراً. كان نسخها في سنة 1263 هجريّة بيد كاتبها رضاخان قليجى، وقد رمزنا بالحرف «أ». 6) النسخة المحفوظة في خزانة مخطوطات مكتبة آية اللّه العظمى السيّد البرجردي في قم بخطّ متوسطة تحت الرقم 4/575، وهي تقع في 66 صفحة، و كلّ ورقة تحتوي على 20 سطراً. تاريخ نسخها الخامسة من شهر ذي القعدة الحرام من سنة 1205 هجريّة، وهي مجهولة الناسخ. بالإضافة إلى سقط الأوراق الخمسة في أثناء هذه النسخة. على أيّ حالٍ، رمزنا لهذه النسخة بالحرف «ب». 7) النسخة المطبوعة في النجف الأشرف في المطبعة الآداب وأنّها طبعت بتصحيح و تحقيق السيّد أحمد الحسيني والشيخ نورالدين الواعظي بقطع رقعيّ في 167 صفحة في سنة 1386 هـ .ق. ثمّ اُعيد طبها بهذه الكيفيّة في منشورات الرضي في مدينة قم بالأفست عنها في سنة 1394 هجريّة. كلمة شكر و تقدير و في الختام نحمد اللّه الباري سبحانه و تعالى و نشكره على توفيقه إيّانا في سبيل إحياء التراث المشروع الخطير منذ بدئه إلى نهايته، فله الحمد أوّلاً و آخراً. و بطيّب لنا، بل يجدر بنا أن نتقدّم أوّلاً بالشكر الجزيل و الثناء الجميل لسماحة آية اللّه العظمى الشيخ يوسف الصانعي مدّظلّه العالي، حيث نلتمس منه لتفضّله و كتابة تعاليقه القيّمة النافعة على نزهة الناظر، و تفضّل سماحته بالإجابة عن أسئلتنا بكامل التكريم. فله علينا من هذه الجهة، بل و لكلّ حالٍ منّة عظيمة. متّعنا اللّه بظلّه و بركاته. و نتوجّه ثانياً بالشكر الخالص والثناء العاطر إلى كلّ من وازرونا و ساعدونا و عاضدونا في إعداد هذا العمل؛ من الأصدقاء الكرام المحقّقين العظام الذين قاموا بهذه المهامّ الجليلة، قياماً و جهوداً مشكورة. فللّه درّهم و عليه أجرهم، سيّما الزميل الفاضل المحقّق الشيخ نعمة اللّه دانشمند الإصبهاني الذي بذل جهده في إدراج تعليقات الأستاذ مدظلّه في الكتاب و تكميله و تحقيقه والمراجعة النهائيّة فيها. و نخصّ أيضاً بالشكر عن الفاضل المحترم الشيخ محمّد نبىّ البانشي، لمساعدته لنا في مقابلة المخطوطات والمراجعة إلى المصادر و استخراج الأحاديث والأقوال من المتن. فجزاهم اللّه خير الجزاء. مع تقديرنا للجهود المباركة المبذولة من قبل جميع إخواننا الأعزّا في مؤسّسة فقه الثقلين الثقافية الذين ساهمونا في صفّ الحروف للكتاب و تنظيم صفحاته و إخراجه فنيّاً، و هم الذين لم يبخلوا علينا بكلّ مساعدة ممكنة، ولم يألوا جهداً إلّا بذلوه ولايزال. فعلى اللّه أجرهم جميعاً. و لايفوتنا هنا قبل أن نضع القلم من يدنا إلّا أن نقدّم خالص شكر و تقدير للذي ساعدنا و أرشدنا أكثر من غيره، الأخ النقيب الفاضل العزيز الشيخ فخرالدين الصانعي(سلّمه اللّه) المدير لمؤسّسة فقه الثقلين الثقافية، بملاحظته اللطيفة و مشاركته الجيّدة في حلّ بعض مشكلات العلميّة والاصلاحيّة في الكتاب، و قد هيّأ لنا ـ مضافاً إلى ذلک ـ مقدّمات العمل حتّى انتهائه و إخراجه. و في الخاتمة، نلتمس العذر و الغضّ من القارئ الكريم فيما يمكن أن يصادفه أو يجده من هفوة قلم أو سهو في عملنا هذا، واللّه الموفّق للصواب. نسأل اللّه تعالى أن يتقبّل منّا هذا العمل بأحسن قبوله و يجزينا بالجزاء الأوفى. و آخر دعونا أن الحمد للّه ربّ العالمين قسم إحياء التراث الفقهي لمؤسّسة فقه الثقلين الثقافية قم المقدّسة في شوّال المكرّم سنة 1432 هـ .ق
|