|
تقسيم الفقه إلى أقسام أربعة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين. أمّا بعد، فينبغي قبل الورود في مباحث الكتاب من التنبيه على اُمورٍ: تقسيم الفقه إلى أقسام أربعة الأمر الأوّل: أنّ البحث عن المكاسب بحث عن أحد الأقسام الأربعة من الفقه، فإنّ الفقه ـ على ما قسّمه في الشرائع ـ مبنيّ على أقسام أربعة: العبادات والعقود والإيقاعات والأحكام([5])؛ لأنّ ما يبحث عنه في الفقه إمّا أن يعتبر في صحّته النيّـة، أم لا، والأوّل هو العبادات، والثاني إمّا أن يعتبر فيه الإيجاب والقبول، وهو العقود، كالبيع والإجارة، أو لا يعتبر فيه إلّا الإيجاب، وهو الإيقاعات، أو لا يعتبر فيه شيء منهما، وهو الأحكام. وعلى ما قسّمه في مفاتيح الشرائع ينقسم إلى عبادات وعادات ومعاملات وسياسات([6])؛ لأنّ الغرض ممّا يبحث عنه في الفقه إمّا انتظام أحوال النشأة الآخرة، وهو العبادات، وإمّا انتظام أحوال نشأة الدنيا، وهو إمّا أن يتعلّق الغرض ببقاء الشخص أو النوع، وهو العادات، أو يتعلّق بالمصالح الماليّـة، وهو المعاملات، وإمّا انتظام أحوال كلا النشأتين، وهو السياسات، كالحدود والديات والقضاء والشهادات. والمطلوب ـ على التقديرين ـ حفظ المقاصد الخمس التي بنيت عليها الشرائع والأديان، وهي الدين والنفس والعقل والنسب والمال. فالدين بالعبادات، والنفس بشرع القصاص والديات، والعقل بالمنع عمّا يزيله من المسكرات، والنسب بالمناكح والمواليد، والمال بالمعاملات والمداينات، والكلّ بالسياسات، كالحدود والتعزيرات والقضاء والشهادات. --------------------- [5]. شرائع الإسلام 1: 2. [6]. مفاتيح الشرائع 1: 7.
|