|
القرآن والفطرة الإنسانيّة
كُلّنا يَعلم أنّ القرآن يَنسجم مع الفطرة الإنسانيّة ويتواءم معها، ونَعلم كذلك أنّ الفطرة الإسلاميّة والإنسانيّة لا تَستسيغان الظّلمَ ولا تَقبلان بإضاعة حقوق الآخرين. ففطرة الإسلام هي فطرة المَنطق والكلام والإصغاء، وكلّ سُوَر القرآن الكريم – باستثناء سورة البرائة – تصرّح بجَلاء أنّ قوانين القرآن هي قوانين الرّأفة والمحبّة والسّماحة. «ومَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»([2]). «يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ ولاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ» ([3]). ولا وُجود أو مَكان لإهانة أيّ إنسان أو فَرد في قاموس القرآن أو مَنهج الأئمّة (عليهم السلام)، ويُبيّن القرآن الكريم ذلك صراحة بقوله «وقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا» ([4])، ووردَ في أُمّهات كُتب الفقه عندنا أيضاً أنّ توجيه الإهانة لأيّ فَرد وإن كان غير مُسلم تَستوجب العقوبة، فما بالُكَ فيمَن يَهين الأديان أو المَذاهب السّماويّة؟ ----------------------------------------- [2] ـ الأنبياء، آية (١٠٧). [3] ـ البَقرة، آية (١٨٥). [4] ـ البَقرة، آية (٨٣).
|