|
المُجتمع الإسلامي
تُطلَق عبارة ”المُجتمع الإسلامي“ على المُجتمع الذي يقوم أفراده بأنفسهم باتّخاذ القرارات الخاصّة بهم وتَقرير مَصيرهم. ويُمكن اعتبار المُجتمع مُجتمعاً إسلاميّاً إذا ما استطاعَ إعداد جَمّ غَفير من المُفكّرين وأُولي الألباب والعُقلاء، وإذا ما انصبّ اهتمام أولئك على الاجتهاد في التعلّم والرّقي، وكانت شَواهد الإيمان والالتزام الحقيقيّ بقيَمهم الدينيّة الإنسانيّة واضحة عليهم جَميعاً. وفي مُجتمع كهذا، سيَشغل المُفكّرون والحُكماء والمُحلّلون الأماكن التي كان يَحتلّها مِن قَبلُ المُتملّقون والمُنافقون والمُعادون للفِكر والحِكمة؛ وهنا، سيَخلو المُجتمع من كلّ أنماط الاستبداد والديكتاتوريّة، وستتجلّى فيه كلّ مَظاهر التشاور والصّلاح، وستتمّ إدارة الشؤون في مثل ذلك المُجتمع بنَحو أفضل وشَكل أحسن. أمّا المُجتمع المِثالي من وُجهة نَظر الإسلام فهو المُجتمع الذي تكون فيه حقوق الجميع مَحفوظة والنّاس فيه أحرار في الوصول إلى حقوقهم، ويكون الحاكِم السائد فيه هو القسط والعَدل، ولا وجود للقَسر والإجبار في ذلك المُجتمع. والمُجتمع المثالي هو المُجتمع الذي تُصان فيه القيَم الإسلاميّة، وتكون الرّيادة فيه للعَقل الجَماعيّ لا العَقل الفرديّ.
|