لا غرابة إذا ما قُلنا بأنّ أساس التّقدم الذي وصلت إليه البشرية هو الاختلاف في الفِكر والتّبايُن في الرّأي، ولو أنّنا أوصدنا باب الاختلاف الفكري القائم بين العُلماء ومَنعنا إجالة الرأي فيما بَينهم، فإنّنا بذلك نَرتكب أبشع خيانة بحقّ العلوم والثقافة الإسلاميّتيْن. وكذلك الحال إذا ما قُمنا بمَنع التبادل الفِكريّ في المُجتمعات البشريّة إذ أنّنا بذلك سنَحكم بالموتِ على كلّ من العِلم والمعرفة والتّحقيق والإبداع والابتكار والاختراع، ونَضع بهذا عائقاً كبيراً وسدّاً مَنيعاً أمام تقدّم البشريّة، ويتوجّب علينا حينها غَلق أبواب الجامعات والمَكتبات والمراكز العلميّة والبَحثيّة والمئات من المراكز الثقافيّة الأخرى، ممّا سيَقودنا إلى الاستبداد الفِكريّ، في حين أنّ الحريّة الفكريّة مَكنونة داخل هذا الاختلاف بالذّات.
هوية الكتاب
خدمات الموقع 
الفكر
