|
الاستدلال على جواز سبّ غير المؤمن والردّ علیه
نعم، في جامع المقاصد في مسألة حرمة هجاء المؤمنين ذكر جواز هجاء غير المؤمنين، واستدلّ عليه بدليل الأولويّـة، قال بعد قول الماتن: وبقيد المؤمنين يفهم عدم تحريم هجاء غيرهم، وليس ببعيدٍ؛ لأنّ غير المؤمن يجوز لعنه، فكيف تناول عرضه بما يقتضي أهانته.([556]) وحاصله: أنّ جواز لعنهم مستلزمٌ لجواز سبّهم بالأولويّـة. ويرد عليه: إنّـه مخدوشٌ صغرىً وكبرىً. أمّا الصغرى، فلعدم الدليل على جواز لعن القاصر منهم. وأمّا الكبرى، فلمنع الأولويّـة، فإنّ جواز اللعن ـ وهو الدعاء عليهم بعدم شمولهم للرحمة الإلهيّـة ـ لا يستلزم جواز السبّ لهم، فإنّ السبّ أفجع من اللعن وأكثر إيذاءً وإهانةً منه، بل هو ظلمٌ، والظلم قبيحٌ عقلاً وحرامٌ شرعاً. ------------------- [556]. جامع المقاصد 4: 26.
|