إذا لاحظَ الناس أنّ هذا الدّين الذي يَتّصف بكلّ تلك العَظمة أصبحَ وسيلة للوصول إلى الغايات الشخصيّة المُتمثّلة بالتسلّط والحُكم، وباتَ أسيراً للكلمات الرّنّانة والتصرّفات المُشينة غير اللائقة، فإنّهم لا مَحالة سيتخلّون عنه ويُولّونه أدبارهم.
وباستطاعة الدّين أن يَنسجم مع أيّة حضارة ويَتمازَج مع كلّ ثقافة، في أيّ زَمان من الأزمنة.
إنّ أساس الإسلام قائمٌ على القيَم الإنسانيّة وإحياء العدالة والمُحافظة على حقوق الآخرين.
والإسلام هو دين المَنطق والعَقل والحِكمة، ولا شَكّ أنّ ما يُمكنه مَسخ العَقيدة وتلويث المَذهب إنّما هي السّلطة وليس النّاس أنفسهم.
ويَعتبر الإسلامُ النّاسَ الأداة الفاعلة فيما يَخصّ حقوقهم، ولا مَكان في الإسلام للعَقل الفرديّ على العَقل الجَماعيّ، ولا يُقَدَّم عليه، ولا قيمة في الإسلام لعبارات مثل «أنا أقول!» أو «أنا آمُر!».
أمّا هَدف الإسلام فهو بناء الإنسان من الدّاخل، ولا مَعنى لهذا البناء بالجَبر أو الحَرب.
فالإسلام يَصيح قائلاً: تَعالوا لنَقِفَ بوَجه الظّلم.
هوية الكتاب
خدمات الموقع 
الفكر
