|
الإسلام والحريّات الفَرديّة
عندما يُحاول شَخص ما استغلال الحريّة المَمنوحة له للإضرار بحقوق الآخرين وسَلبهم حريّاتهم ومُعاملتهم بالظلم والاستبداد، فإنّه بذلك يَمنع الآخرين من التمتّع بحريّاتهم وهو أمر مُخالف للحريّة بحَدّ ذاتها. ولا بدّ لأصحاب السّلطة من أن يَعلموا أنّ ما هو ضروريّ اليوم لإصلاح الأمور ليس سوى مَنح النّاس حُريّاتهم في الكلام والعقيدة والقَلم، والأهمّ من ذلك كلّه هو مَنحهم الحريّة في ما بَعد الكلام، وهو أمرٌ يَجب على أصحاب السّلطة ضمانه لهم. ولا يَخفى ما للحريّات الأساسيّة من أهميّة عند الإسلام، فعندما يَستتبّ الأمن والاستقرار داخل المُجتمع، تتفجّر عندها الطاقات وتَخرج المواهب، أمّا إذا انتشر الخَوف الجماعيّ ودبّ القَمع والظّلم، فإنّ نتيجة ذلك لن تكون سوى المَفاسد الاجتماعية والأخلاقيّة التي ستعمّ المُجتمع بأسره.
|