|
الطائفة الثالثة: الروايات الواردة في تفسير ﴿الزُّورَ﴾ بالغناء
فمنها: صحيحة أبي الصباح الكناني، عن أبي عبدالله(علیه السلام) في قوله عزّوجلّ: ﴿لَايَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾، قال: «الغنـاء».([844]) ومنها: صحيحة محمّد بن مسلم وأبي الصباح الکناني، عن أبي عبدالله(علیه السلام) في قول الله عزّوجلّ: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾، قال: «هو الغنـاء».([845]) وفي دلالة هذه الطائفة على حرمة الغناء تأمّلٌ وإشكالٌ؛ لأنّ الآية کغيرها من الآيات التي قبلها وبعدها تکون بياناً لصفات عباد الرحمن، وغالب تلك الصفات تکون أموراً راجحة وجوداً کانت أم عدماً. ويشهد عليه آية الشريفة: ﴿أُوْلئكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فيها تَحِيَّةً وَسَلاماً * خالِدينَ فيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقاماً﴾.([846]) وما في الآية من الدلالة علی الحرمة، کبيان ضِعف العذاب يوم القيامة والخلد فيها مُهاناً لمن يفعل ذلك أثاماً.([847]) ففيها القرينة علی تلك الأمور، مضافاً إلی دلالة ما فيها من النهي علی الحرمة بنفسه. وعلی هذا، فعلی تسليم عدم ظهور آية الزور([848]) في الرجحان؛ لعدم شهود الزور وغيره، لا أقلّ من الشكّ فيه. ------------------- [844]. الكافي 6: 431، باب الغناء، الحديث 6؛ وسائل الشيعة 17: 304، كتاب التجارة، أبواب ما يكتسب به، الباب 99، الحديث 3. [845]. الكافي 6: 433، باب الغناء، الحديث 13؛ وسائل الشيعة 17: 304، كتاب التجارة، أبواب ما يكتسب به، الباب 99، الحديث5. [846]. الفرقان (25): 75 و76. [847]. وهو ما أشاره في قوله تعالي: ?وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا?. (الفرقان (25): 68 و69). [848]. الفرقان (25):72.
|