إنّه ليُؤلمني أن أسمع بأنّ الغرب يَصف الإسلام على أنّه دينٌ يَحتضن الإرهاب والإرهابيّين؛ ولا شَكّ في أنّ مثل هذه النّظرة تَبعث على الأسف والأسى معاً، وخاصّة عندما يُوجّه مثل هذا الاتّهام إلى الدّين الإسلامي وهو الدين الذي يَستند فيه كلّ شيء إلى العَدالة والمحبّة.

فالإسلام لا يَسمح لنا حتى بسَحق نَملة تحت قَدمنا، فكيف يُمكن القول، والحال هذه، أنّ الإسلام يُناصر الإرهاب ويَرعى الإرهابيّين؟

وقد ذَكرتُ مراراً وتَكراراً في أحاديثي التي صرّحتُ بها لجميع وكالات الأنباء الأجنبيّة ووسائل الإعلام غير الإيرانيّة، أنّ الإسلام يُناوئ الإرهاب والإرهابيّين، لكنّ وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة التي تَمتلكها القوى الكُبرى تَعمل لصالح الإرهاب، وتحول دون وصول ما نقوله إلى أسماع العالَم.

ورغم ذلك كلّه فإنّ حُماة الإرهاب ورُعاة الإرهابيّين لن يُكتَب لهم التوفيق، لأنّ أفراد البشر جميعاً لا يَقبلون بقَتل النّفس ولا يُوافقون على سَلب أرواح الآخرين، ومُحال أن يُحرزوا أيّ تَقدّم في هذا المَجال.

ومن واجبنا جَميعاً التّرويج للفكرة السامية المُتمثّلة في كَون الإسلام هو دين السلام والإخاء، وأنّه يُؤمن بالتّعايش السّلمي بين أفراد البَشر دون استثناء.

ويَرى الإسلام أنّ على الحكّام وذوي النّفوذ العَمل بشكل يُمكنهم معه أن يُصبحوا مَحبوبين لدى شعوبهم والشّعوب الأخرى.