كلّ أفراد البَشر بانتظار مُصلح حقيقيّ يَملأ العالم بالسلام والعَدل، لذلك نَراهم اليوم يُهيّئون الأرضيّة ويُمهّدون الطريق لظهور ذلك المُصلح. ولعلّ أبرزَ تلك الاستعدادات هي كَراهية الإنسان للحُروب والعُنف، وتأييده لحقوق البَشر ودفاعه عن العَدالة ومُطالبته للسلام والسّلم.
إنّ ما نَشهده في الوقت الحاضر من تَقارب ووئام بين عُلماء الإسلام والمسيحيّة وبقيّة الأديان الأخرى، وتباحثهم بجدّ وإخاء حول السّلام وظهور المُخلّص، ومناقشة أمور أخرى وموضوعات شتّى، كلّ ذلك يَدفعنا إلى الاعتقاد بأنّ هذا الانسجام وذلك التّعاون إنّما يَنصبّ في بوتقة ظهور المُصلح المُنتَظَر وإقامة العَدل على مستوى العالَم، وكذلك الاختلاف في هذا المَجال فهو لا يُشكّل أيّ ضرر ولا يُثير أيّ نَوع من القلق أو التخوّف.
وأمّا ما يُشاع من أنّ مَقاتل عديدة ومَذابح مُتعدّدة ستَقع عند ظهور المُصلح والمُنقِذ المَوعود، فهو قَولٌ باطل لا أساس له من الصحّة؛ بل هو افتراء على إمام الزّمان (عجّل الله تعالى فرجه الشّريف) وتَطاوُلٌ عليه. والشاهد على ما نَقول هي الروايات الكثيرة الواردة بشأن تحرّك الإمام (عليه السلام) وأنّ ظهوره سيكون كظهور النبيّ الأعظم (ص) تماماً، وسيسير قُدماً برفقة أصحابه الخُلّص حاملاً رايته ورافعاً لواءه. ويُشير القرآن الكريم كذلك إلى هذا الموضوع بشموخ وكبرياء قائلاً «إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ».
هوية الكتاب
خدمات الموقع 
الفكر
