|
الإنسان، الدّين، السياسة
ليست السياسة خدعة أو مَكراً كما يظنّ البَعض، والذين يُقدّمون الوعود من أجل الوصول إلى السلطة، وبعد وصولهم إليها يَتناسونَ أو يَنسونَ وعودهم ليسوا برجال سياسة، والإسلام يَرفض مثل هذا الأسلوب ويُعارضه بشدّة.
فالعلاقة التي تَربط ما بين الدّين والسياسة والآصرة التي تضمّهما إلى بَعضهما لا تَعني استغلال الدّين أو العقيدة بقَصد الوصول إلى الأهداف الشخصيّة. والدّين لا يَسمح لرجال السياسة بفَرض أيّ نوع من أنواع الظلم أو الضغوط على النّاس أو إيذائهم، وليس بإمكان رجال السياسة المُتديّنين رؤية ما يُعانيه الناس الأبرياء من ظُلم أو السّكوت على ما يُفرَض عليهم من قَهر وتَعذيب. ولا تَعني العلاقة القائمة بين الدّين والسياسة أن يَصل بعض الأفراد دون غيرهم إلى قمّة هَرم السلطة، بل تَعني أن يكون الإيمان والدّين لديهم ظهيريْن للقوانين وداعميْن للوائح. ولسنا نُبالغ إذا ما قُلنا بأنّ القسم الأعظم من القوانين واللوائح الدينيّة يَتناول العلاقات الاجتماعيّة بين الأفراد وكيفيّة إدارة المُجتمع والدولة على حَدّ سواء. ولذلك، فلا مَعنى للقول في مُجتمع دينيّ أن لا علاقة بين الدّين والسياسة. لكنّ السّبب في هشاشة هذه العلاقة وضَعف تلك الآصرة هو قيام البعض بفَرْض آرائهم الخاصّة وأساليبهم الشخصيّة بدلاً من المناهج والأنماط التي يَعرضها الإسلام لنا، الأمر الذي يُؤدي بطبيعة الحال إلى إيجاد العديد من المشاكل إبّان عمليّة التطبيق.
|