|
الاختلافات الثقافيّة
من الطبيعيّ أن توجد بعض الاختلافات الثقافيّة والدينيّة لدى الشعوب؛ لكنّ هذه المسألة تَبقى غير ذات أهميّة طالما أنّها لَم تَصل بَعد إلى عَتبة السياسة، لأنّها إذا وصلت إليها وامتزجت معها فإنّ ذلك سيتسبّب في زعزعة الأمن والاستقرار.
وفيما يتعلّق بالاختلافات الثقافيّة، لا بدّ لنا من أخذ مسألتيْن بعَين الاعتبار ودراسة كلّ منهما على حِدة؛ فالمسألة الأولى هي: هل يَحقّ لأيّ مُفكّر يَعرف ثقافته ويُلمّ بها إلماماً كاملاً بيانها للآخرين أم لا؟ الجواب، هو ”نعم“ بالطّبع، وذلك دَيدَن الأنبياء والرّسل وأتباع جميع المدارس الدينيّة، حيث كانوا يَسعون إلى نَشر آرائهم والتّبليغ عن مُعتقداتهم. لذلك، لا يُمكننا القول بأنّه ليس باستطاعة مَن يُؤمن بأحقيّة فكرته نَشر تلك الفكرة أو ترويجها أو التّبليغ عنها. وهنا، لا بدّ من إيجاد أرضيّة فكريّة مُناسبة وتقديم برنامج عقائديّ مَكتوب للناس للوقوف بوَجه الممارسات الباطلة والعوائق المانعة. أمّا المسألة الثانية، فهي أنّ إساءة استخدام بعض الحكّام للثقافات المشبوهة والآراء المغلوطة من أجل تَضليل الرّأي العام تُمثّل جريمة كُبرى لا تُغتَفَر، وهذا الأمر من وُجهة نَظر ديننا مَذموم ومَردود. ومع ذلك وللأسف الشّديد يُخبرنا التأريخ عن العديد من الحكومات التي ارتكبت هذه الأفعال في الماضي. ولا شَكّ في أنّ أغلب ما يَقع من الظلم والعُدوان على حقوق الشعوب والأُمم ناجمٌ عن الحكومات وليس الشعوب أو الثقافات. وإنّني أتمنّى أن يأتي يومٌ على أفراد البَشر تَسود فيه الأفكار الصحيحة والآراء الإنسانيّة؛ أفكار وآراء يُمكنها أن تكون فعّالة في مَجال الكَمال المَطلوب والسموّ المَقصود للإنسان.
|