|
المُساواة في حقوق الأفراد
أمّا فيما يتعلّق بتَساوي حقوق الأفراد فلا بدّ لنا من الإشارة إلى مبدأيْن اثنيْن، الأوّل، وقد ذَكرنا ذلك آنفاً، أنّ الله سبحانه وتعالى قد مَدحَ نَفسه لخَلقه الإنسان، قائلاً «فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ»؛ لذلك، فليس من العَدل بمكان التّمييز بين أفراد البَشر من حيث الحقوق لأنّ ذلك يُخالف مُباركة الله لأمر الخِلقة. أمّا المَبدأ الثاني فيتمثّل في أنّ الإسلام وعِلم الأخلاق قد تناولا أمر التساوي في الحقوق بشكل مُفصّل واهتمام بالغ. والحقيقة هي أنّ أساس المبادئ الأخلاقيّة والحقوقيّة للإنسان يتمثّل في أن يُحبّ الإنسان للآخرين ما يُحبّه لنَفسه وأن يَكره لهم ما يَكرهه لنَفسه أيضاً. وعلى هذا، فإنّ كلّ مَن يَرغب في الحَديث عن الحقوق الاجتماعيّة للأفراد، ووفقاً للمَبدأ المَذكور، عليه تَجنّب كلّ ما يَضرّ بهم وتَفادي التّمييز بينهم، وأن لا يَعتبر هذه القسمة الضيزى جزءاً من الحقوق الدينيّة أو الإسلاميّة.
|