|
الحكّام والحريّة
يَجب على الحكّام استغلال سُلطاتهم بحيث تَصبّ في مَصلحة حريّة الأفراد وليس الحرص والتمسّك بمَناصبهم. ولا بدّ من تشجيع الحكّام على احترام حريّة الكلام وحريّة ما بَعد الكلام لكي يَشهدوا مَنافع ذلك كلّه على المَدى البَعيد.
وتُعتبر الحريّة وحَقّ العَيش من أسمى الحقوق الإنسانيّة، ولو تمّ تطبيق هذيْن المَبدأيْن بشكل صَحيح، فإنّ المُجتمع الإنساني سيَخلو من أيّة مَشاكل أو تَعقيدات. وقد مَنحَ الله سبحانه الإنسانَ حَقّ الحياة وحقّ حصوله على حريّته، فكيف نَسمح لأنفسنا سَلب تلك الحقوق منه؟ كيف يُمكننا إجبار الآخرين على العَيش كَما يَحلو لنا أو أن يَقبلوا الحريّة كما نَفهمها ونُعرّفها؟ إنّ كلّ هذه الممارسات لا تَغدو كَونها سَلباً للحقوق الطبيعيّة للفَرد وحرماناً له منها. فإذا نحن اعترفنا بهذه الحقوق بكلّ ما تشتمل عليه فلن نَشهد مَن يُعاني من الألم في هذا العالَم، ولن يَجرُؤ أحدٌ على سَلب حقوقه أو حِرمانه منها. وعندما يَعترف الإسلام بحقّ النّباتات في العَيش والنموّ، ويَعتبر اقتلاعها دون أيّ مُبرّر عَملاً غير جائز، فمن الطبيعيّ أن يَعترف بذلك للإنسان وبأعلى مَراتب الحقّ، وأن يَحترم جميع رَغباته ويَصون كرامته وقيمته.
|