يتحدّث المُجتمع البشريّ والحكومات في الوقت الحاضر عن إمكانيّة استخدام التكنولوجيا النّوويّة للأغراض السّلميّة وقد تمّت الموافقة على هذا الأمر. ولمّا كان إنتاج الأسلحة الذريّة واقتنائها يؤدّي حَتماً إلى فناء البشريّة، كما ذَكرتُ ذلك مراراً وتَكراراً، فإنّ هذا العَمل حرام وغير جائز، بل وبرأيي أنّه حتى لو قامَ أعداؤنا باستخدام القنبلة الذريّة ضدّنا، فإنّه ليس من حقّنا مُعاملتهم بالمِثل لأنّ ذلك سيتسبّب في إيقاع الظّلم على أفراد البَشر والإضرار بالأجيال والمخلوقات القادمة. فلو فرضنا حصولنا في يوم ما على القنبلة الذريّة فإنّ مَذهبنا ودَيننا لا يُجيزان لنا استخدامها أبداً.
وإذا كان شَعبٌ ما في بَلد ما يُحبّ قادته، فلن يكون باستطاعة أعدائهم مواجهتهم أو توجيه ضربة لهم ولو بالقنابل الذريّة. إذاً، فأفضل سبيل للحفاظ على الحُكم هو وجود علاقة وثيقة بين الحكّام وشعوبهم، واحترام أولئك الحكّام لأفراد شَعبهم.
إنّني أعتقد أنّ أفضل وسيلة للدّفاع هي حُبّ الشعب للحكومة، لذلك يتوجّب على رجال السياسة العَمل بشكل يَرفعون معه نسبة محبّة أفراد الشعب للحكومة، وفي هذه الحالة لن تستطيع أيّة قوّة إسقاط تلك الحكومة حتى لو استخدمت القنبلة الذريّة.
هوية الكتاب
خدمات الموقع 
الفكر
