|
كتاب الحجّ والعُمرة
كتاب (الحجّ([27]) والعُمرة([28]))
1 ـ استحبابه غير معلوم; لعدم وجداننا النص عليه، لكنّه مطلوب ليُفرغ قلبه في التوجّه إلى الحجّ وأعماله، ويخشع فيهما. (صانعي) أللهمّ إنّي اشتريت بهذه الصَّدقة سلامتي وسلامة ما)من خ ل( معي، أللهمّ احفظني واحفظ ما مَعِيَ وسلّمني وسلّم مامعي، وبلّغني وبلّغ مامعي ببلاغك الحسن الجميل. وصلاة ركعتين، ويقول: «أللهمّ انّي استودعك نفسي، وأهلي، ومالي، وذرّيتي، ودنياي، وأخرتي، وأمانتي، وخاتمة عملي([33])»، أو أربع ركعات، يصلّيهنّ في بيته يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد، ويقول: «أللهمّ إنّي أتقرّب إليك بهنّ فاجعلهن خليفتي في أهلي ومالي([34])»، بل ينبغي جمع عياله في بيت، ثمّ يقول: «أللهمّ إنّي أستودعك بالغداة([35]) نفسي، وأهلي، ومالي، وولدي، والشاهد([36]) منّا والغائب، أللهمّ احفظنا، واحفظ علينا، أللهمّ اجعلنا في جوارك، أللهمّ لاتسلبنا نعمتك، ولا تغيّر ما بنا من عافيتك وفضلك»([37]). وأن يقف على باب داره ـ مثلاً ـ تلقاء وجهه الذي يريد أن يتوجّه له، ويقرأ فاتحة الكتاب أمامه، وعن يمينه وعن شماله، وآية الكرسي، والمعوّذتين، والتوحيد كذلك، ثم يقول: «أللهمّ احفظني، واحفظ ما معي، وسلّمني، وسلّم مامعي، وبلّغني وبلّغ ما معي، ببلاغك الحسن الجميل»([38]). وأن يقول حين يخرج: «الله أكبر ثلاثاً، بالله أخرج، وبالله أدخل، وعلى الله أتوكّل، ثلاثاً ثلاثاً»، وثلاث مرّات أيضاً: أللهمّ افتح لي في وجهي هذا بخير، واختم لي بخير([39])، وأعوذ بكلمات الله التامّات التي لا يجاوزهنّ برّ ولا فاجر من شرّ ماذرء ومن شرّ مابرء ومن شرّ كلّ دابّة هو آخذ بناصيتها، إنّ ربّي على صراط مستقيم([40])، أللهمّ خلّ سبيلنا، وأحسن سيرنا، وأعظم غايتنا»([41]). وأن يقول حين خروجه من منزله: «بسم الله، آمنت بالله، توكّلت على الله، لاحول ولا قوّة إلاّ بالله، أللهمّ إنّي أسالك خير ما خرجت له، وأعوذ بك من شرّ ماخرجت له، أللهمّ أوسع عليّ من فضلك، وأتمم عليّ نعمتك، واستعملني في طاعتك، واجعل رغبتي فيما عندك، وتوفّني على ملّتك وملّة رسولك (صلى الله عليه وآله)([42])، بسم الله، آمنت بالله، توكلّت على الله، ما شاء الله، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، أعوذ بالله([43])ممّا عاذت منه ملائكة الله من شرّ هذا اليوم الجديد الذي إذا غاب شمسه لم يعد من شرّ نفسي، ومن شرّ غيري، ومن شرّ الشياطين، ومن شرّ من نصب لأولياء الله، ومن الجنّ والإنس([44])، ومن شرّ السباع والهوام، ومن ركوب المحارم كلّها، أجير نفسي بالله من كلّ شرّ»([45]). وليقل إذا جعل رجله في الركاب مثلاً: «بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، والله أكبر([46])، وليسبّح الله سبعاً، ويهلّله سبعاً، ويحمده سبعاً»([47]). فإذا استوى على راحلته مثلاً قال: «الحمد لله الذي أكرمنا، وحملنا في البرّ والبحر، ورزقنا من الطيّبات، وفضّلنا على كثير من خلقه تفضيلاً (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ* وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ )([48]) والحمد لله ربّ العالمين، والحمد لله الذي هدانا لـلإسلام، ومنّ علينا بمحمّد (صلى الله عليه وآله) واله»([49]). ثمّ ليسبّح الله ثلاثاً، ويحمده ثلاثاً([50])، ثمّ يقول: «استغفر الله الذي لا إلـه إلاّ هو الحيّ القيّوم، وأتوب اليه، أللهمّ اغفر لي ذنوبي، إنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت»([51]). وليقرأ إنّا أنزلناه([52])، بل ينبغي قراءة تمام آية السخرة([53]) عند الركوب([54]). والتسبيح فيما يعرض له في سفره من الهبوط، والتكبير والتهليل في الصعود([55]).
ثمّ يقول: «أللهمّ كن لي جاراً من كلّ جبّار عنيد، ومن كلّ شيطان (رجيم([57])خ ل) مريد([58])، بسم الله دخلت، وبسم الله خرجت، وفي سبيل الله، أللهمّ انّي اُقدِّم بين يدي نسياني وعجلتي، بسم الله ما شاء الله في سفري هذا، ذكرته أو نسيته، أللهمّ أنت المستعان على الأمور كلّها، وأنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، أللهمّ هوّن علينا سفرنا، واطوِلنا الأرض، وسيّرنا فيها بطاعتك وطاعة رسولك، أللهمّ أصلح لنا ظهرنا، وبارك لنا فيما رزقتنا، وقنا عذاب النار، أللهمّ إنّي أعوذ بك من وَعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في المال والأهل والولد([59])، أللهمّ أنت عضدي وناصري، بك أحلّ وبك أسير، أللهمّ إنّي أسألك في سفري هذا السرور، والعمل بما يرضيك عنّي، أللهمّ اقطع عنّي بعده ومشقّته، واصحبني فيه، واخلفني في أهلي بخير([60])، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم. أللهمّ إنّي أسألك عبدك وهذا حُمْلانك، والوجه وجهك، والسفر إليك، وقد اطّلعت على ما لم يطّلع عليه أحد غيرك([61])، فاجعل سفري هذا كفّارة لما قبله من الذنوب([62])، وكن عوناً لي عليه، واكفني وعثه، ومشقّته، ولقّني من القول والعمل رضاك، فإنّما أنا عبدك وبك ولك. وليقل أيضاً: أللهمّ أنت الحامل على الظهر، والمستعان على الأمر، أللهمّ بلغّنا([63]) ما تبلغ به إلى مغفرتك ورضوانك، أللهمّ لا طير([64]) إلاّ طيرك، ولا خير إلاّ خيرك، ولا حافظ غيرك([65])([66]). وليقل أيضاً: أللهمّ إنّي خرجت في وجهي هذا بلا ثقة منّي بغيرك([67])، ولا رجاء آوي إليه إلاّ إليك، ولا قوّة أتّكل عليها، ولا حيلة ألجأ إليها إلاّ طلب فضلك، وابتغاء رزقك، وتعرّضاً لرحمتك، وسكوناً إلى حسن عادتك، وأنت أعلم بما سبق لي في علمك في سفري هذا ممّا أُحبّ وأكره، فانّ ما أوقعت عليّ يا ربّ من قدرك لمحمود فيه بلاؤك، ومتّضح عندي فيه قضاؤك، وأنت تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أُمّ الكتاب، أللهمّ فاصرف عنّي مقادير كلّ بلاء، ومقضيَّ كلّ داء([68])، وأبسط عليَّ كنفاً([69]) من رحمتك، ولطفاً من عفوك، وسعة من رزقك، وتماماً من نعمتك وجماعاً من معافاتك، وأوقع عليَّ فيه جميع قضائك على موافقة جميع هواي في حقيقة أحسن أملي، وأدفع ما أحذر فيه، وما لا أحذر على نفسي، وديني، ومالي، ممّا أنت أعلم به منّي، واجعل ذلك خيراً لآخرتي ودنياي، مع ما أسالك يا ربّ أن تحفظني فيما خلّفت ورائي، من أهلي، وولدي، ومالي، ومعيشتي، وحزانتي([70])، وقرابتي، وإخواني، بأحسن ما خلّفت به غائباً من المؤمنين في تحصين كلّ عورة، وحفظ كلّ مضيعة، وتمام كلّ نعمة، وكفاية كلّ مكروه، وستر كلّ سيئة، وصرف كلّ محذور، وكمال كلّ ما يجمع لي الرضا والسرور في جميع أموري، وافعل ذلك بي، بحقّ محمّد وآل محمّد، وصلّى الله على محمّد وآل محمّد، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته»([71]).
كما أنّه ينبغي اجتناب السفر في سبعة من الشهر العربي، والأحوط الفارسي مع ذلك، وهي: الثالث والخامس والثالث عشر والسادس عشر والحادي والعشرون والرابع والعشرون والخامس والعشرون بل واليوم الرابع، بل وأيّام السنة التي هي في رواية إثنا عشر، هي: الثالث والعشرون في المحرّم، والعاشر في صَفَر، والرابع في ربيع الأوّل، والثاني والعشرون في ربيع الثاني، والثاني والعشرون في جمادى الأُولى، والثاني عشر في جمادى الثانية، وفي رجب، والسادس والعشرون في شعبان، والرابع والعشرون في شهر رمضان، والثاني في شوّال، والثامن والعشرون في ذي القعدة، والثامن في ذي الحجّة. وفي أخرى: أربعة وعشرون، ففي المحرّم الحادي عشر والرابع عشر، وفي صفر الأوّل منه والعشرون، وفي ربيع الأوّل العاشر والعشرون، وفي ربيع الثاني الأوّل والحادي عشر، وفي جمادى الأُولى العاشر والحادي عشر، وفي جمادى الثانية الأوّل والحادي عشر، وفي رجب الحادي عشر والثالث عشر، وفي شعبان الرابع والعشرون، وفي شهر رمضان الثالث والعشرون، وفي شوّال السادس والثامن، وفي ذي القعدة السادس والعاشر، وفي ذي الحجّة الثالث والعشرون. وينبغي أيضاً أن لا يكون القمر في العقرب([73])، ولا في المحاق.
كما أنّه ينبغي استصحاب شيء من طين قبر الحسين (عليه السلام) الذي هو شفاء من كلّ داء، وأمان من كلّ خوف([74])، واستصحاب خاتم من عقيق أصفر، مكتوب على أحد جانبيه ما شاء الله لا قوة إلاّ بالله أستغفر الله، وعلى الجانب الآخر محمّد (صلى الله عليه وآله)وعليّ(عليه السلام)، وخاتم فيروزج مكتوب في أحد جانبيه لله الملك([75])، وعلى الجانب الآخر الملك للّه الواحد القهّار([76]). واستصحاب عصا من لوز مُرّ([77])، والأولى أن يكتب في ورق: «سلهلس (سلمهلمس خ ل) ومرلهو يا ه اللّه ه اللّه ما وبر صاف ه معسار ربره»([78])، ويحفر رأس العصا ويضعه فيه، والتحنّك([79])، واتّخاذ سفرة([80])، والتنوق([81]) فيها باللوز والسكر والسويق المحمّص([82]) والمحلّى([83]) ونحو ذلك ممّا يناسب الزمان والمكان، وينبغي أن يكون حلقة السفرة من حديد. نعم لو كان السفر لزيارة قبر الحسين (عليه السلام)كره التنوق، بل يقتصر على الخبز واللبن([84]) إذا كان من أهل البلدان القريبة. واختيار الرفقة من الثلاثة فصاعداً([85])، وليكونوا موافقين له، ولو أضطرّ إلى السفر وحده فليقل: «ما شاء الله لا حول ولا قوة إلاّ بالله، أللهمّ آنس وحشتي، وأعنّي على وحدتي وأدّ غيبتي»([86]). كما أنّه ينبغي الصدقة لو سافر في الأيّام المكروهة بقصد دفع نحوستها1 مضافاً إلى الصدقة للسفر، وليقل لو وجد في نفسه شيئاً مما يتطيّر منه الناس: «اعتصمت بك يا رب من شرّ ما أجد في نفسي، فاعصمني من ذلك([87])، بل يستحبّ له الفعل حينئذ بقصد الخلاف لأهل الطيرة. 1 ـ وبها ترتفع النحوسة والكراهة، ففي صحيحة عبد الرحمن بن الحجّاج قال: قال أبو عبداللّه(عليه السلام): تصدّق واخرج أيّ يوم شئت([88]). وفي صحيحة حمّاد بن عثمان: «قال: قلت لأبي عبداللّه(عليه السلام): أيكره السفر في شيء من الأيام المكروهة مثل الأربعاء وغيره؟ فقال: افتتح سفرك بالصدّقة، واخرج إذا بدا لك وأقرأ آية الكرسي واحتجم إذا بدا لك([89]).(صانعي) وليقل لدفع ضرر الأسد: «أعوذ بربّ دانيال والجبّ من شرّ هذا الأسد» ثلاث مرّات([90])، وللبيتوتة في أرض قفر (أنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الذَّي خَلَقَ السَّماواتِ وَالاَْرْضَ([91]) ثَمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ـ إلى قوله ـ تَبارَكَ اللّهُ رَبُّ الَعْالَمينَ)([92]). ولينادي إذا ضلَّ في طريق البرّ «يا صالح يا أبا صالح أرشدونا رحمكم الله تعالى، وفي طريق البحر يا حمزة»([93]). وليقرأ في أُذن المسافر: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد)([94])إن شاء اللّه1. وليلتقط خمس حصيات بعدد أسماء أولي العزم، وهم نوح (عليه السلام)وإبراهيم (عليه السلام)وموسى (عليه السلام) وعيسى (عليه السلام)ومحمّد (صلى الله عليه وآله). وينبغي تشييع المسافر وتوديعه([95])، والدعاء له بأن يزوّده الله التقوى، ويوجّهه إلى كلّ خير، ويقضي له كلّ حاجة، ويسلّم له دينه، ودنياه، وأمانته، ويردّه سالماً إلى سالمين([96])، وأن يحسن له الصحابة، ويكمل له المعونة، 1 ـ وزيادة كلمة «إن شاء اللّه» أو عدمها في القرآن غير مضرّ; لكون القراءة بقصد الدعاء لا القرآن (صانعي). ويسهّل له الحزونة، ويقرّب له البعيد، ويكفيه المهمّ، ويوصيه بتقوى الله، ثم يقول: سر على بركة الله عزّ وجلّ([97]). ثمّ ليؤذِّن خلفه وليقم كما هو المشهور في العمل. وينبغي أن يخلف في أهله وماله سيّما إذا كان في سفر الحجّ([98]) ونحوه. وليحافظ المسافر على وصية لقمان الذي آتاه الله الحكمة لولده: «يابني إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك([99])، وأكثر التبسّم في وجوههم، وكن كريماً على زادك([100])، وإذا دعوك فأجبهم، وإذا استعانوا بك فأعنهم، واستعمل طول الصمت، وكثرة الصلاة، وسخاء النفس بما معك من دابّة أو ماء أو زاد، وإذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم، واجهد رأيك([101]) إذا استشاروك([102])،([103]) لاتعزم حتى تتثبّت وتنظر، ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتضع([104]) وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورتك، فإن من لم يمحض النصح([105]) لمن استشاره سلبه الله رأيه، ونزع منه الأمانة، وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم، وإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم، وإذا تصدّقوا أو أعطوا قرضاً فاعط معهم، واسمع لمن هو أكبر منك سنّاً، وإذا أمروك بأمر وسألوك شيئاً فقل: نعم، ولا تقل: لا، فإنها([106]) عيٌّ ولؤم، وإذا تحيّرتم في الطريق فانزلوا، وإذا شككتم في القصد فقفوا وتومّروا([107])، وإذا رأيتم شخصاً واحداً فلا تسئلوه عن طريقكم ولا تسترشدوه، فإنّ الشخص الواحد([108]) مريب لعلّه يكون عين اللصوص، أو يكون هو الشيطان الذي حيّركم، واحذروا الشخصين أيضاً، إلاّ أن ترون([109]) ما لا أرى، فإنّ العاقل إذا أبصر بعينه شيئاً عرف الحقّ منه، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب. يابنيّ، إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخّرها لشيء، صلّها واسترح منها فإنّها دين، وصلّ في جماعة ولو على رأس زُجّ([110])، ولا تنامنّ على دابتّك فإنّ ذلك سريع في دبرها، وليس ذلك من فعل الحكماء إلاّ أن تكون في محمل يمكنك التمدد لأسترخاء المفاصل، وإذا قربت من المنزل فانزل عن دابتك، وابدأ بعلفها قبل نفسك([111])، وإذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الأرض بأحسنها لوناً، وألينها تربة، وأكثرها عشباً، وإذا نزلت فصلّ ركعتين قبل أن تجلس، وإذا أردت قضاء حاجتك فأبعد المذهب في الأرض، وإذا ارتحلت فصلّ ركعتين، ثمّ ودّع الأرض التي حللت بها، وسلّم عليها وعلى أهلها، فإنَّ لكلّ بقعة أهلاً من الملائكة، وإذا استطعت([112]) أن لا تأكل طعاماً حتى تبدأ وتصدّق منه فافعل، وعليك بقراءة كتاب الله([113]) مادمت راكباً، وعليك بالتسبيح ما دمت عاملاً عملاً، وعليك بالدعاء مادمت خالياً، وإيّاك والسير في أوّل الليل وسِر في آخره، وإيّاك ورفع الصوت في سيرك([114]). «يا بنيّ سافر بسيفك، وخفّك، وعمامتك، وحبالك، وسقائك، وخيوطك، ومخرزك([115])، وتزوّد معك من الأدوية فانتفع([116]) به أنت ومن معك، وكن لأصحابك موافقاً إلاّ في معصية الله عزّ وجلّ»([117]). وقال الباقر (عليه السلام) بل والصادق (عليه السلام): «ما يعبؤ بمن يؤمّ هذا البيت إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: خلق يخالق به من صحبه، وحلم يملك به غضبه، وورع يحجزه عن معاصي الله تعالى شأنه»([118]). وقال الصادق (عليه السلام): «وطّن نفسك على حسن الصحابة لمن صحبت في حسن خلقك، وكفّ لسانك، واكظم غيظك، وأقلَّ لغوك، وتفرَّش([119]) عفوك، وتسخى نفسك([120]). إلى غير ذلك مما ورد عنهم (عليهم السلام) من الآداب، والله الهادي إلى الصواب. _________________________________________________________ ([27]) الحجّ ـ بالفتح في لغة، وبالكسر في اُخرى، وقيل: بالأول مصدر، وبالثاني اسم ـ يأتي في اللغة لمعان، أشهرها: القصد، أو المكّرر منه خاصة. (اُنظر القاموس 1: 188 والمصباح المنير: 121). وقال الشهيد: وهو لغة القصد المتكرّر، وشرعاً القصد إلى مكّة ومشاعرها لأداء المناسك المخصوصة، وقيل: هو إسم للمناسك المؤدّاة في المشاعر المخصوصة، ويلزم منه النقل، ومن الأوّل التخصيص، وهو خير من النقل. (الدروس 1: 306). ([28]) الاعتمار لغة: الزيارة وقد يطلق العمرة عليها أيضاً. والأجود كونها اسماً للمصدر. وشرعاً زيارة البيت، مع أداء مناسك مخصوصة عنده، أو إسم للمناسك المخصوصة الواقعة في الميقات ومكّة. وهي واجبة على المكلّف المستطيع لها بالشرائط المتقدّمة في الحجّ. (مسالك الأفهام 2: 493). ([29]) الأمان: 330، الوسائل 11: 369، أبواب آداب السفر، ب13. ([30]) الكافي للحلبي: 142، الوسائل 8: 64، أبواب صلاة الاستخارة، ب 1. ([31]) الكافي 4: 542 ح10، الفقيه 2: 309/ 1538، التهذيب 5: 441، ح1531، الوسائل 11:369، أبواب آداب السفر، الباب13، ح1. ([32]) الكافي 4: 283، ح4، الفقيه 2: 175، التهذيب 5: 49، الوسائل 11: 375، أبواب آداب السفر، ب 15. ([33]) الكافي 4: 283/1، الفقيه 2: 177 ح789، التهذيب 5: 49/152، الوسائل 11: 379، أبواب آداب السفر، ب 18، ح1. ([34]) الأمان: 44، الوسائل 11: 381، أبواب آداب السفر، ب 18، ح3. ([35]) وفي الكافي: «الغداة». ([36]) وفي الكافي: «الشاهد» بلا واو. ([37]) الكافي 4: 283 ح1 و2، الفقيه 2: 177ح 789، التهذيب 5: 49 ح152، الوسائل 11: 379، أبواب آداب السفر، ب 18، ح 1 و2. ([38]) الكافي 4: 284، وليس في نسخة الكافي «الجميل»، الفقيه 2: 177 ح790، التهذيب 5: 49 ح153، الوسائل 11: 381، أبواب آداب السفر، ب 19، ح1. ([39]) الكافي 2: 392/ 791، الوسائل 11: 382، أبواب آداب السفر، ب 19، ح2. ([40]) الكافي 2: 571، الوسائل 11: 382، أبواب آداب السفر، الباب19، ح2. ([41]) الفقيه 2: 177/791، الوسائل 11: 386، أبواب آداب السفر، ب19، ح8 (وفي الفقيه والوسائل: عافيتنا). ([42]) الكافي 2: 394،ح5، الوسائل 11: 383، أبواب آداب السفر، ب19، ح4. ([43]) الفقيه 2: 177، ح792، الوسائل 11: 384، أبواب آداب السفر، ب19، ح6. ([44]) في الفقيه 2: 178 (ومن شرّ الجن والإنس). ([45]) الكافي 2: 393، ح4 وج 4: 284، ح2، الفقيه 2: 178، ح793، الوسائل 11: 382، أبواب آداب السفر، ب19، ح7. ([46]) الكافي 4: 284، ح2، الوسائل 11: 387، أبواب آداب السفر، ب 20، ح1. ([47]) الفقيه 2: 178، ح794، الوسائل 11: 389، أبواب آداب السفر ب 20، ح5. ([48]) الزخرف 43: 13 و14. ([49]) الكافي 8: 276 ح417، المحاسن: 352 ح41، الوسائل 11: 390، ابواب آداب السفر، ب20، ح7. ([50]) الأمالي للطوسي 2: 128، الوسائل 11: 390، أبواب آداب السفر، ب20، ح6. ([51]) الفقيه 2: 178 ح795، الوسائل 11: 388، أبواب آداب السفر، ب 20، ح3 و4. ([52]) مكارم الأخلاق: 242، الوسائل 11: 396، أبواب آداب السفر، ب 14، ح 3و 4. ([53]) الأعراف (7): 53 و54. ([54]) الكافي 4: 284، ح 2، التهذيب 5: 50، ح154، الوسائل 11: 387، أبواب آداب السفر، ب20، ح1 و2 و6 و8. ([55]) الكافي 4: 287، ح2، الفقيه 2: 179، ح796، الوسائل 11: 392، أبواب آداب السفر، ب 21، ح1. ([56]) الكافي 4: 284، ح2، الوسائل 11: 383، أبواب آداب السفر، ب 19، ح5. ([57]) وفي الكافي: بدل «رجيم» «مريد». ([58]) وفي الكافي: ثم قل. ([59]) وفي الكافي: في الأهل والمال والولد. ([60]) وفي الكافي زيادة «و». ([61]) لايوجد في الكافي «غيرك» وفي التهذيب زيادة «غيرك». ([62]) وفي الكافي: «ذنوبي». ([63]) في الكافي: بلاغاً يبلغ إلى خير، بلاغاً يبلغ إلى مغفرتك. ([64]) الطير: الإسم من التطيّر وهو يتشأم به الإنسان من الفال الردي، وهذا كما يقال: لا أمر إلاّ أمرك يعني لايكون إلاّ ما تريد. ([65]) الكافي 4: 285، ح2. التهذيب 5: 50/154. ([66]) قال الفيض(رحمه الله) في توضيح بعض اللغات في هذا الدعاء: واطوِ: اقطع وقرّب ظهرنا: مانركبه من البعير وغيره. وعثاء السفر: مشقّته. كآبة المنقلب: الرجوع من السفر بالغم والحزن والانكسار. بل أحُلُّ بضم الحاء من الحلول، أي أحُلُّ بالمنزل وهي في مقابلة أسير. والحُمْلان: بالضمّ: مايُحْمَلُ عليه من الدوابّ. والوجه وجهك أي الجهة التي أتوجّه إليها إنما هي جهتك، وفي معناه: والسفر إليك. والوعث: الطريق العسر. الوافي 12: 365. ([67]) وفي الوسائل: لغيرك. ([68]) وفي الكافي « للأواء» الأواء: الشدّة والضيق (مجمع البحرين 1: 369). ([69]) والكنف: الجـانب والناحية والظل. ([70]) الحزانة ـ بالحاء المهملة والزاي المعجمه المخفّفه، عيال الرجل الذين يهتم ويحزن لأمرهم. ([71]) الكافي 4: 288، ح5، الوسائل 11: 393، أبواب آداب السفر، ب 22، ح3. ([72]) الكافي 8: 314، الفقيه 2: 173، 174، الخصال: 382 و386 و393، علل الشرائع: 597، عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 6: 246، الوسائل 11: 348، أبواب آداب السفر، ب3 و4 و5 و6 و7. ([73]) الكافي 8: 275، ح 416، ح 778، المحاسن: 347، الوسائل 11:367، أبواب آداب السفر، ب11، ح1. ([74]) الأمان: 47، الوسائل 11: 428، أبواب آداب السفر، ب 44، ح1. ([75]) الأمان: 48، الوسائل 11: 428، أبواب آداب السفر، ب 45، ح1.(في الوسائل اللّه الملك). ([76]) الوسائل 11: 428، أبواب آداب السفر، ب45. ([77]) الفقيه 2: 176 ح786، الوسائل 11: 377، أبواب آداب السفر، ب 16، ح1. ([78]) البحار 42: 4 طبعة الكمپاني مع اختلاف، جواهر الكلام 18: 163. ([79]) الفقيه 2: 197، ح 898، ثواب الأعمال: 222، الوسائل 11: 452، أبواب السفر، ب59، ح1 و2. ([80]) السفرة بالضم: طعام يصنع للمسافر، والجمع سُفَر كغرفة وغرف، وسمّي الجلّدة التي يوضع فيها الطعام سفرة مجازاً. (مجمع البحرين ـ سفر 3: 333 ـ ) الفقيه 2: 184/827، المحاسن:360/82، الوسائل 11: 421، أبواب آداب السفر، ب 40، ح1 و2. ([81]) التنوّق: تنوّق في الأمر تأنق وتجوّد وبالغ فيه (مجمع البحرين ح5: 242) التأنق والاعتناء: انظر الصحاح ـ نوّق ـ الوسائل 11: 421، أبواب السفر، ب4. ([82]) وفي بعض النسخ المحمّض (الفقيه ج2 ص 184 ح 831). ([83]) الفقيه 2: 184، ح831، الوسائل 11: 423، أبواب آداب السفر، ب42، ح2. ([84]) وفي الفقيه قال: قال الصادق(عليه السلام) لبعض أصحابه: تأتون قبر أبي عبد اللّه(عليه السلام)؟ فقال له: نعم. قال تتخذون لذلك سفرة؟ قال: نعم. قال: أما لو أتيتم قبور آبائكم وأُمهاتكم لم تفعلوا ذلك. قال قلت: فأي شيء نأكل؟ قال: الخبز باللبن، (الفقيه 2: 184). ولقد أجـاد في الحدائق حيث قال: لايبعد أن يقال إنّ الظاهر أن خطابهم(عليهم السلام) في هذه الأخبار إنما هو لأهل العراق، وحينئذ فيكون الحكم مختصاً بمن كان مثل أهل الحلة وبغداد والمشهد ونحوها من البلدان القريبة، فإنه يكره لهم التنوق في الزاد وحمل الأخبصة واتخاذ اللحوم ونحو ذلك وأنهم يقتصرون على الخبز واللبن، وأما أصحاب البلدان البعيدة من أصفهان وخراسان ومابينهما ونحوهما فيشكل ذلك، ولم أسمع عن أحد من علمائنا من أصحاب هذه البلدان أنه كره ذلك واستعمل الخبز واللبن خاصة، والظاهر هو بقاء حكمهم على حكم السفر المطلق سيما أنّ قصد سفرهم ليس لخصوص زيارة الحسين(عليه السلام) التي هي مورد هذه الأخبار، بل لقصد زيارة أئمة العراق(عليهم السلام)كمّلا، فالظاهر أنّ الخطاب في هذه الأخبار لايتوجه إليهم، (الحدائق الناضرة 14: 52). ([85]) الكافي 4: 286، الفقيه 2: 182، الوسائل 11: 408، أبواب آداب السفر، ب 30 وب 34. ([86]) الكافي 4: 288، ح4، الوسائل 11: 397، أبواب آداب السفر، ب25، ح1. ([87]) الفقيه 2: 175، ح 780، الخصال: 272ح 14، الوسائل 11: 363، أبواب آداب السفر، ب9،ح1. ([88]) الكافى 4: 283 ح 4، التهذيب 5: 49 ح 151، الفقيه 2: 1757، ح 781، الوسائل 11: 375، أبواب آداب السفر، ب15، ح1. ([89]) الفقيه 2: 175، ح 782، الوسائل 11: 375، أبواب أداب السفر، ب 15، ح2. ([90]) المحاسن 386: 119، الوسائل 11: 395، أبواب آداب السفر، ب 23، ح2. ([91]) جاء في الآية «في سَتَة أيّام». ([92]) الأعراف 7: 54. ([93]) الفقيه 2: 195، ح 885 و886، الوسائل 11: 443، أبواب آداب السفر، ب 53، ح2 و3. وفي الفقيه والوسائل زادا «إلى الطريق يرحمكم اللّه ». ([94]) القصص 28: 84. ([95]) الفقيه 2: 180/804، الوسائل 11: 405، أبواب آداب السفر، ب28. ([96]) الفقيه 2: 180، الوسائل 11: 406، أبواب آداب السفر، ب 29، ح1. ([97]) نفس المصدر، ح2. ([98]) المحاسن: 70/141، الوسائل 11: 430، أبواب آداب السفر، ب47، ح1. ([99]) وزاد في الفقيه «وأُمورهم». ([100]) وزاد في الفقيه «بينهم». ([101]) وزاد في الفقيه (لهم). ([102]) وزاد في الفقيه والوسائل «ثمّ». ([103]) وفي بعض النسخ «ثمّ». ([104]) وفي الفقيه «تصلّي». ([105]) وفي الفقيه «النصيحة». ([106]) وفي الفقيه «فإنّ لا». ([107]) في الفقيه وفي بعض النسخ «توامروا». ([108]) زاد في الفقيه «في الفلاة». ([109]) في الفقيه «تروا». ([110]) الزُجّ: الحديدة التي في أسفل الرمح، ورأس الزج كناية عن ضيق المكان، واهتمام بالغ بصلاة الجماعة، أنظر (مجمع البحرين ـ زجج ـ ). ([111]) وزاد في الفقيه «فإنّها نفسك». ([112]) في الفقيه «وإن». ([113]) في الفقيه «عزَّ وجلّ». ([114]) وفي الفقيه «مسيرك» 2: 194 ح 884، الوسائل 11: 440، أبواب آداب السفر، ب52، ح1. ([115]) المخرز: بكسر الميم وسكون المعجمة قبل الزاي المفتوحة مايخرز به الجراب والسقاء من الجلود. ([116]) في الفقيه «ماتنتفع». ([117]) الكافي 8: 303، ح466، الفقيه 2: 185، ح 834، المحاسن 360: 85، الوسائل 11: 425، أبواب آداب السفر، ب 43، ح1. وزاد فيه بعضهم: وفرسك (الفقيه 2: 185 ح834). ([118]) الكافي 4: 285، ح1 (مع اختلاف يسير كما يلي)، التهذيب 5: 445 ح 1549، الوسائل 12: 10 أبواب أحكام العشرة، ب2، ح 5، وفي نسخة الكافي الرواية هكذا: « أو حلم يملك به من غضبه أو ورع يحجزه عن محارم اللّه». ([119]) فرشت الشيء أفرشه بسطته. ([120]) الكافي 4: 286 ح4، الوسائل 12: 10، أبواب أحكام العشرة، ب2، ح2 وفي نسخة الكافي: ورد «وتسخو نفسك».
|