|
في العمرة / السعي وأحكامها
قبل كلّ شيء، والآخر بعد كلّ شيء، وها أنا ذا بين يديك، ناصيتي بيدك،فاغفر لي، فإنّه لا يغفر الذنب العظيم غيرك، فإنّي مقرّ بذنوبي على نفسي، ولا يدفع الذنب العظيم غيرك».
[السعي وأحكامه] الفصل الرابع: في السعي[1252] وهو واجب في عمرة التمتّع(1)، بل في كلّ(2) إحرام مرّة بعد صلاة الطواف، وركن يبطل الحجّ(3) (1) إجماعاً محقّقاً[1253]، وفي صحيح معاوية: «السعي بين الصفا والمروة فريضة»[1254]. (2) لحجّ أوعمرة مطلقاً; للنصوص[1255] والإجماع[1256]. (3) إجماعاً[1257]، وتشهد به النصوص، ففي الصحيح: «من ترك السعي متعمّداً فعليه الحجّ من قابل»[1258]، وفي آخر: لا حجّ له[1259]. بتعمّد تركه، وإن كان عن جهل على إشكال أقواه(1) ذلك. وحكم الناسي هنا هو حكم ناسي(2) الطواف وقد تقدّم. ولا يحلّ من أخلّ به حتّى يأتي به كلاّ بنفسه أونائبه، فلو واقع (1) على ما ذكره غير واحد[1260]; للأصل، لعدم إتيان المأمور به على وجهه. اللّهم إلاّ أن يستفاد من العمد في الصحيح السابق ما يقابل الجهل، كما هو غير بعيد. (2) يعني يأتي به، فإن خرج من مكّة رجع إليها، ومع المشقة في ذلك أوتعذره يستنيب. هذا هو المشهور[1261] هنا أيضاً، بل ادّعي عليه الاجماع[1262]. لكنّ النصوص بين آمر بالرجوع لفعله[1263] وبين آمر بالاستنابة[1264]، والمشهور حملوا الأوّل على صورة الإمكان بلا مشقّة، والآخر على غير ذلك[1265]. والجمع العرفيّ يقتضي التخيير بين الأمرين[1266]، ولا بأس به لولا دعوى ظهور الإجماع على الترتيب. قبله بزعم الإحلال(1) لزمته الكفّارة(2)، بل لو قلم أظفاره(3) أيضاً على الأحوط. ولنبيّن سننه وواجباته في مقصدين: [مندوبات السعي] المقصد الأوّل: في السنن قبله وفيه وبعده. يستحبّ بعد الفراغ(4) من ركعتي الطواف وإرادة (1) لخبر ابن مسكان الوارد: «في من سعى ستّة أشواط، وهو يظنّ أنّها سبعة، فأحلّ وواقع النساء، ثمّ ذكر، قال(عليه السلام): «عليه بقرة يذبحها، ثمّ يطوف شوطاً آخر»[1267]، وعمل به جماعة[1268]، وتوقّف عن ذلك آخرون[1269]، وبعضهم حمله على الاستحباب[1270]; لعدم الكفّارة على الناسي، ولا سيّما مع ضعفه، ولأجله طرحه آخر[1271]. لكنّ الضعف منجبر بالعمل، ويمكن الخروج عن عموم نفي الكفّارة على الناسي في غير الصيد. ومن هنا يظهر أنّه لو بني على التعدّي إلى المقام بالأولويّة، فالكفّارة بقرة لا بدنة التي هي كفّارة الوطيء. وكذا الحال في تقليم الأظفار[1272]. (2) وهي بقرة. (صانعي) (3) لصحيح ابن يسار[1273] المتضمّن للأمر بإراقة دم بقرة في من يرى أنّه سعى سبعة أشواط، فقلم أظافيره وأحلّ، ثمّ ذكر أنّها ستّة. (4) في صحيح معاوية: «إذا فرغت من الركعتين فأت الحجر الأسود فقبّله، واستلمه، وأشر إليه، فإنّه لابدّ من ذلك»[1274]. الخروج إلى الصفا تقبيل الحجر[1275] واستلامه، وإن لم يتمكّن فالإشارة(1) إليه والاستقاء بنفسه(2) (1) ظاهر الصحيح الجمع بين الإشارة والاستلام[1276]. (2) كما هو ظاهر صحيح حفص والحلبي[1277]. من زمزم[1278] دلواً أو دلوين(1)، وليكن ذلك(2) بالدلو الذي بحذاء الحجر، وليشرب(3) منه، وليصبّ (1) كما في الصحيح المذكور[1279] وفي مصحّح الحلبي[1280] ذنوباً[1281] أوذنوبين (2) كما في الصحيح السابق[1282]. (3) للصحيح المذكور، وكذا الصبّ[1283]. على رأسه وظهره(1)(2)، ويقول(3)، وهو مستقبل الكعبة: «اللّهم اجعله علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاء من كلّ داء وسقم»، والأولى استلام الحجر قبل(4) الشرب وبعده(5)، عند خروجه إلى الصفا. ويستحبّ الخروج من الباب الذي يقابل الحجر الأسود بسكينة (1) لا يخفى عليك أنّ الصبّ والشرب منه مستحبّ وإن لم يتمكّن من الاستقاء بنفسه من الدلو الذي بحذاء الحجر، كما في زماننا هذا ممّا يخرج الماء من زمزم بوسائل الحديثة، فإنّه المستفاد من الأخبار أوّلاً، حيث إنّ الظاهر منها استحبابهما على الإطلاق وأنّ القيود في المستحبّات على تسليم دلالة الأخبار على التقيّد محمول على الأفضليّة، فإنّه الدأب والديدن في الفقه. (صانعي) (2) وفي صحيح الحلبي ذكر الجسد مع الرأس[1284]. (3) كما في صحيح معاوية[1285] وغيره[1286]. (4) كما في صحيح الحلبي[1287]. (5) كما في خبر ابن سنان[1288]. ووقار حتّى يقطع الوادي، ويصعد جبل الصفا[1289] (1) بحيث ينظر إلى البيت، وليستقبل الركن الذي فيه الحجر، ويحمد اللّه، ويثّني عليه، ويتذكّر نعماءه، ثمّ يقول سبع مرّات: «اللّه أكبر»، ويقول سبع مرّات: «الحمدللّه»، وسبع مرّات: «لا إله إلاّ اللّه»، ثمّ يقول ثلاث مرّات: «لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو حيّ لا يموت، وهو على كلّ شيء قدير»، ثمّ يصلّي على محمّد وآله، ويقول ثلاث مرّات: «اللّه أكبر على ما هدانا، الحمد للّه على ما أولانا، والحمد للّه الحيّ القيوم، والحمد للّه الحيّ الدائم» ثم يقول ثلاث مرّات: «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، لا نعبد إلاّ إيّاه، (1) كما في حسن معاوية[1290]. مخلصين له الدين ولو كره المشركون»، وثلاث مرّات: «اللّهم إنّي أسألك العفو والعافية، واليقين في الدنيا والآخرة»، وثلاث مرّات: «اللّهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار»، ثمّ يقول مائة مرّة: «اللّه أكبر» ومائة مرّة: «لا إله إلا اللّه» ومائة مرّة: «الحمد للّه» ومائة مرّة: «سبحان اللّه»، ثمّ يقول: «لا إله إلاّ اللّه وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فله الملك وله الحمد وحده وحده. اللّهم بارك لي في الموت وفي ما بعد الموت. اللّهم إني أعوذ بك من ظلمة القبر ووحشته. اللّهم أظلني في ظلّ عرشك يوم لا ظلّ إلاّ ظلك»، وأكثر استيداع دينك ونفسك وأهلك للّه وقل: «أستودع اللّه الرحمن الرحيم الذي لا تضيع ودائعه ديني ونفسي وأهلي. اللّهم استعملني على كتابك وسنّة نبيّك، وتوفّني على ملته، وأعذني من الفتنة»، ثمّ يقول ثلاث مرّات: «اللّه اكبر»، ثمّ يدعو بالدعاء السابق مرّتين، ثم يقول مرّة: «اللّه أكبر»، ثمّ يدعو بالدعاء السابق وإن لم تتمكّن من جميع ذلك فأت بما تيّسر لك[1291]. ويستحبّ هذا الدعاء(1): «اللّهم اغفر لي كلّ ذنب أذنبته قطّ، فإن عدت فعد عليّ بالمغفرة فإنّك أنت الغفور الرحيم. اللّهم افعل بي ما أنت أهله فإنّك إن تفعل بي ما أنت أهله ترحمني، وإن تعذّبني فأنت غنّي عن عذابي، وأنا محتاج إلى رحمتك، فيامن أنا محتاج إلى (1) الذي دعا به أمير المؤمنين(عليه السلام) حينما صعد الصفا واستقبل الكعبة ورفع يديه، ففي الكافي[1292] عن عليّ بن نعمان يرفعه قال كان أمير المؤمنين(عليه السلام) إذا صعد الصفا استقبل الكعبة، ثمّ رفع يديه، ثمّ يقول: اللّهم اغفر لي إلى آخر مافي المتن، وعليك بالدقّة فيما في دعائه(عليه السلام) خاصّة من جملته الأخيرة، وهي قوله أصبحت الخ من المناسبة لمقامه والتذكّر لذوي القدرة على أنّ اللازم لهم أن يعملن بحيث ان يتّقى الناس من عدلهم ولا يخافون من جورهم، حيث إنّ اللّه تعالى كذلك، ولا يحصل ذلك إلاّ بكون مشيهم مشى العدالة الحقيقة الواقعيّة. (صانعي) رحمته أرحمني. اللّهم لا تفعل بي ما أنا أهله فإنّك إن تفعل بي ما أنا أهله تعذّبني ولم تظلمني، أصبحت أتقي عدلك، ولا أخاف جورك. فيا من هو عدل لايجور أرحمني»[1293]، ثمّ قل: «يا من لا يخيّب سائله، ولا ينفد نائله، صلّ على محمّد وآل محمّد وأجرني من النار برحمتك»، وفي الحديث(1): من أراد أن يكثر ماله فليطل الوقوف في الصفا، وفي الدرجة الرابعة يتوجه إلى الكعبة ويقول: «اللّهم إنّي أعوذ بك من عذاب القبر، وفتنته، وغربته، ووحشته، وظلمته، (1) خبر حمّاد المنقري[1294] وغيره[1295]. وضيقه وضنكه. اللّهم أظلّني في ظلّ عرشك يوم لا ظلّ إلاّ ظلّك»، ثمّ ينحدر منها، ويكشف ظهره ويقول: «يا ربّ العفو، يا من أمر بالعفو، يا من هو أولى بالعفو، يا من يثيب على العفو، العفو العفو، العفو يا جواد، يا كريم، يا قريب، يا بعيد، أردد عليّ نعمتك، واستعملني بطاعتك، ومرضاتك». ويستحبّ أن يكون حال السعي ماشياً لا راكباً(1)[1296]، وأن يقصد في مشيه من الصفا إلى المنارة، ومنها يهرول إلى سوق العطّارين مثل البعير[1297]، وإن كان راكباً يحرّك دابّته[1298] ما لم يؤذ (1) إلاّ أن يكون المشي موجباً للضعف عن الدعاء على مافي رواية حجّاج الخشّاب[1299]. (صانعي) أحداً، ومنه يقصد في المشي إلى المروة، وليس هذه الهرولة للنساء[1300]. وإذا وصل إلى المنارة يقول: «بسم اللّه، وباللّه، واللّه أكبر، وصلّى اللّه على محمّد وأهل بيته، اللّهم اغفر وارحم وتجاوز عمّا تعلم، إنّك أنت الأعزّ الأكرم، واهدني للتي هي أقوم. اللّهم إنّ عملي ضعيف فضاعفه لي، وتقبّل منّي. اللّهم لك سعيي، وبك حولي وقوّتي، تقبّل منّي عملي يا من يقبل عمل المتّقين»، ثمّ يهرول إلى المنارة الأخرى، وإذا تجاوز عنها يقول: «يا ذا المنّ والفضل والكرم والنعماء والجود، اغفر لي ذنوبي إنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت»[1301]، وإذا وصل إلى المروة فيقرأ الأدعية الأولى التي يقرؤها في الصفا فيقول: «اللّهم يا من أمر بالعفو، يامن يحب العفو، يا من يعطي على العفو، يا من يعفو على العفو، يا ربّ العفو العفو العفو». وينبغي أن يجد جدّه بالبكاء، ويدعو كثيراً ويتباكى ويقرأ هذا الدعاء: «اللّهم إنّي أسألك حسن الظنّ بك على كلّ حال، وصدق النيّة في التوكل عليك»[1302]. ولو نسي الهرولة ففي أيّ موضع تذكّر يرجع القهقهرى إلى موضع الهرولة ويهرول. ولا بأس بأن يجلس في خلال السعي للراحة على الصفا والمروة وإن كان لاينبغي فعله إلاّ من جهد، كما لا ينبغي الجلوس مطلقاً إلاّ للراحة. واللّه أعلم. ___________________________________________________________ [1252]. الرواية التاريخيّة لقصّة السعي: إنّ اللّه تعالى أمر عبده وخليله إبراهيم أن يخرج بزوجته هاجر (أمّ إسماعيل) من الشام إلى صحراء الجزيرة حيث يقع الحرم، فلمّا وافي إبراهيم منطقة الحرم حيث تقع مكّة اليوم نزل فيها فوجد شجراً فألقت هاجر كساءً كان معها تستظلّ تحته، فلمّا سرهم إبراهيم (عليه السلام) ووضعهم وأراد الانصراف عنهم إلى سارة، قالت له هاجر: يا إبراهيم لِمَ تدعنا في موضع ليس فيه أنيس ولا ماء ولا زرع؟ فقال إبراهيم: الذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان هو يكفيكم ثمّ انصرف عنهم. فلمّا بلغ كدىً، وهو جبل بذي طوي التفت إليهم إبراهيم فقال: (ربّنا إنّي أسكنت من ذريّتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربّنا ليقيموا الصلاة واجعل افئدةً من النّاس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلّهم يشكرون) (إبراهيم (14): 39) ثمّ مضى وبقيت هاجر، فلمّا ارتفع النهار عطش إسماعيل وطلب الماء، فقامت هاجر في الوادي في موضع المسعى فنادت: هل في الوادي من أنيس؟ فغاب إسماعيل عنها فصعدت علي الصفا، ولمع لها السراب في الوادي وظنّت أنّه ماء، فنزلت في بطن الوادي وسعت، فلمّا بلغت المسعى غاب عنها، إسماعيل، ثمّ لمع لها السراب في ناحية الصفا فهبطت إلى الوادي تطلب الماء، فلمّا غاب عنها إسماعيل عادت حتّى بلغت الصفا، فنظرت حتّى فعلت ذلك سبع مرّات، فلمّا كان في الشوط السابع، وهي على المروة نظرت إلى إسماعيل، وقد ظهر الماء من تحت رجليه فعادت حتّى جمعت حوله رملا، فانّه كان سائلا فزمّته بما جعلته حوله، فلذلك سمّيت زمزم. إنّ هذا المشهد العجيب استنزل يومذاك رحمة اللّه تعالى، ففجر اللّه لهما زمزم في واد غير ذي زرع وجعلها مصدراً ومبدأً لكثير من البر كات على هذه الأرض المباركة، وجعل هذا المشهد جزءاً من أعمال الحجّ، ولذلك نرى أنّ الأطفال الرّضع إذا اضرّ بهم ألم، أو جوع، أوظلماً، أو برداً أو حرّاً كانوا أقرب إلى رحمة اللّه من الكبار الذين يطيقون ذلك كلّه، ولأنّ الحاجة تضرّ بهم أكثر من الكبار. وقد ورد في الدعاء: (اللّهم اعطني لفقري) والفقر إلى اللّه لوحده يستنزل رحمة، وكلّما كان الفقر إلى اللّه أعظم كان أدعي لنزول رحمة اللّه، فإنّ الفقر إلى اللّه يجعل الإنسان عند رحمة اللّه ويقرّب الإنسان منه. وفي هذا المشهد كان صراخ الطفل وضجيجه وبكاؤه من شدّة العطش مشهداً نافذاً مؤثّراً في استنزال رحمة اللّه تعالى. والمنزل الثاني لرحمة اللّه في هذا المشهد هو السعي، وهو شرط للرزق ولارزق من دون سعي، وقد جعل اللّه تعالى السعي والحركة في حياة الإنسان مفتاحاً للرزق، والمنزل الثالث لرحمة اللّه تعالى في هذا المشهد هو دعاء اُمّ إسماعيل وانقطاعها إلى اللّه و اضطرارها إليه في طلب الماء في هذا الوادي غير ذي زرع، وكلّما انقطع الإنسان في دعائه إلى اللّه أكثر كان أقرب إلى رحمة اللّه. ولولا تلك الرحمة لم يكن انقطاعك إلى اللّه وسعيك بين الصفا والمروة من شعائر اللّه في الحجّ: (إنّ الصفا والمروة من شعائر اللّه فمن حجّ البيت أوِ اعتمرَ فلا جُناحَ عليه أن يطوّف بهما ومن تطوع خيراً فان اللّه شاكر عليم)(البقرة (2):158)، وأنّنا اليوم في شعائر حجّنا تسعي هذه الأشواط بين هذين الجبلين من غير معاناة و لا عذاب ولا همّ، وقد قامت اُمّنا هاجر بهذا السعي كلّه في ذلك الوادي القفر وفي رمضاء ذلك الهجير، وهي ظمائي قد استنقد العطش كلّ حولها وقوّتها، ورضيعها الصغير كياد يلفظ آخر أنفاسه، ولم يمنعها هذا السعي عن الانقطاع إلى اللّه ولم يحجّ بها و لو للحظة واحدة عنه تعالى لقد كانت في هذا السعي المرير كلّه على اتّصال باللّه، ففجر اللّه (زمزم) تحت أقدام الرضيع، وأقام اللّه تعالى في ذلك الوادي بيته المحرّم، وبارك في زمزم، وجعل منها سقاية الحاجّ مدى الأجيال، وثبّت اللّه هذا السعي والدعاء في ذاكرة التاريخ، وجعل منه شعيرة من شعائر الحجّ يحذ و فيها حشود الحجّاج كلّ عام حذوها، ويحيون فيها من بعد اُمّهم هاجر، وأباهم إبراهيم وإسماعيل. [1253]. التذكرة 8: 136، المنتهى 2: 536، المدارك 8: 211، كشف اللثام 6: 19، الحدائق 16: 275، المستند 12: 174، الجواهر 19: 429. [1254]. الكافي 4: 484، الحديث 1، التهذيب 5: 286، الحديث 974، وسائل الشيعة 13: 467، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 1، الحديث 1. [1255]. الكافي 4: 484، التهذيب 5: 150، الاستبصار 2: 238، وسائل الشيعة 13: 485، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 1. [1256]. التذكرة8: 136،الحدائق16: 275،كشف اللثام 6: 19، المدارك 8: 211، المستند 12: 174. [1257]. التذكرة 8: 136، المنتهى 2: 536، المدارك 8: 211، الجواهر 19: 429. [1258]. التهذيب5: 471، الحديث 1651، وسائل الشيعة 13: 484، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 7، الحديث 2. [1259]. التهذيب 5: 150، الحديث 492، الاستبصار 2: 238، الحديث 829، وسائل الشيعة 13:484، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 7، الحديث 3. [1260]. المدارك 8: 212، المسالك 2: 359، المستند 12: 176، الجواهر 19: 430. [1261]. المسالك 1: 359، المدارك 8: 211، الرياض 7: 125، مستند الشيعة 12: 175، الجواهر 19: 430. [1262]. كما في الغنية (الجوامع الفقهيّة): 579. [1263]. الكافي 4: 484، الحديث 1، التهذيب 5: 150، الحديث 492، الاستبصار 2: 238، الحديث 829، وسائل الشيعة 13: 485، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 8، الحديث 1. [1264]. الفقيه 2: 1244، التهذيب 5: 472، الحديث 1658، وسائل الشيعة 13: 486، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 8، الحديث 3. [1265]. الغنية (الجوامع الفقهيّة): 579، مفاتيح الشرائع 1: 374، الرياض 7: 125. [1266]. الرياض 7: 125، المستند 12: 176، الجواهر 19: 430. [1267]. الفقيه 2: 256، الحديث 1245، التهذيب 5: 153، الحديث 505، وسائل الشيعة 13: 493، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 14، الحديث 2. [1268]. المقنعه: 434، التهذيب 5: 153، النهاية: 231، السرائر 1: 580، الجامع للشرائع: 203. [1269]. الشرائع 1: 249، القواعد 1: 431، المسالك 2: 363، المدارك 8: 218. [1270]. الشيخ في أحد قوليه. (المبسوط 1: 337)، مجمع الفائدة 7: 172، الرياض 7: 137. [1271]. المبسوط 1: 337، المهذّب 1: 223. [1272]. النهاية ونكتها 1: 513، المبسوط 1: 362، التهذيب 5: 153، التذكره 8: 138،الرياض 7: 137، المستند 12: 182،الإرشاد 1: 327. [1273]. التهذيب 5: 153، الحديث 504، وسائل الشيعة 13: 492، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 14، الحديث 1. [1274]. الكافي 4: 430، الحديث 1، التهذيب 5: 144، الحديث 476، وسائل الشيعة 13: 472، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 2، الحديث 1. [1275]. إنّ استحباب التبرّك به تقبيلا ولمساً أو استلاماً والدعاء عنده، كلّ هذه الأمور ثبتت عندنا بالسنّة الصحيحة لرسول اللّه(صلى الله عليه وآله)فعلاً وقولا وتقريراً، وسار عليها الصالحون وعموم المسلمين تعبّداً واقتداءً واتّباعاً لرسول اللّه(صلى الله عليه وآله)، و تأسيساً به وأنّه حجر ذو شأن كبير وأثر عظيم، وأنّه ليس كباقي الأحجار الاُخرى. وقال إبراهيم(عليه السلام)لإسماعيل(عليه السلام) ائتني بحجر ليكون علماً للناس، يبتدئون منه الطواف، لكن هذا لا يمنع من أن تكون له أغراض أخرى، وليس عجيباً وغريباً أن يدلّي بشهادته في ساحة الحساب الأكبر. (يَوْمَ تَبْيَضّ وُجُوهٌ وَتَسوّدُ وُجُوهٌ) آل عمران (3): 106. وقال تعالى: (الذي أنطَقَ كُلّ شَيء) فصّلت (41):21. فينطق الحجر الأسود، ويشهد على كلّ عهد وكلّ ميثاق تمّ في ساحته، حيث بداية مسيرة الطواف، فيستقبله كلّ حاجّ ويدعو ويتعهّد عنده بالتخلّي عن كلّ ما ارتكبه من انحراف ومن ذنوب، وأنّه يجدّد البيعة لرسول اللّه(صلى الله عليه وآله)، والالتزام بما جاء به من عند اللّه تعالى، ولمّا أمر إبراهيم إسماعيل ائتني بحجر ليكون علماً للناس، يبتدئون منه الطواف سئل إسماعيل(عليه السلام)من أين جاء هذا الحجر؟ فيجيبه إبراهيم جاءني به جبريل من عند من لم يتكل على بنائي وبنائك. (أخبار مكة 1: 62). بقيت الكعبة على هيئتها من عمارة إبراهيم(عليه السلام) حتّى أتى عليها سيل عظيم انحدر من الجبال فصدع جدرانها بعد توهينها، ثمّ بدأت تنهدم، فاجتمع كبراء قريش وقرّروا إعادة بنائها وراحت قريش تنفذ ما قرّرته حتّى ارتفع البناء إلى قامة الرجل، وأنّ لها أن تضع الحجر الأسود في مكانه من الركن اختلف حول من منها يضع الحجر في مكانه وأخذت كلّ قبيلة تطالب بأن تكون هي التي لها ذلك الحقّ دون غيرها، وتحالف بنو عبدالدار وبنوعدي أن يحوّلوا بين أيّة قبيلة وهذا الشرف العظيم وأقسموا على ذلك جهد أيمانهم حتّى كادت الحرب أن تنشب بينهم لولا أن تدخل أبو اُميّة ابن المغيرة المخزومي بعد أن رأى ما صار إليه أمر القوم، وهو أسنهم، وكان فيهم شريفاً مطاعاً، فقال لهم: يا قوم إنّما أردنا البرَّ ولم نرد الشرَّ فلا تحاسدوا، ولا تنافسوا، فإنّكم إذا اختلفتم تشتّت أموركم وطمع فيكم غيركم، ولكن حكموا بينكم أوّل من يطّلع عليكم من هذا الفجّ، أو اجعلو الحكم بينكم أوّل من يدخل من باب الصَّفا قالوا: رضينا وسلمنا. (التلخيص من أخبار مكّة 1: 163، سيرة ابن هشام 1: 197). فلما قبلوا هذا الرأي أخذوا ينظرون إلى باب الصفا منتظرين صاحب الحظّ العظيم، والشرف الرفيع الذي سيكون علي يديه حقن دمائهم وحفظ أنفسهم، فإذا بالطلعة البهيّة والنور الساطع، أنظروا إنّه محمد بن عبداللّه إنّه الصادق الأمين، وقالوا هذا الأمين قبّلناه حكماً بيننا هذا الصادق رفينا بحكمه ثمّ تقدّم نحوه كبراؤهم وزعماؤهم يا محمّد أحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون. نظر إليهم رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) فرأى العداوة تبدو في عيونهم، والغضب يحلو وجوههم، والبغضاء تملأُ صدورهم، وقال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله): هلُمّ (هلمّوا) إليّ ثوباً الكلَّ ينظر إليه ماذا يريد بهذا محمّد؟ فيقول آخرون: انتظروا الذي أتي بالثوب نشره بيديه المباركتين، رفع الحجر ووضعه وسط الثوب، ثمّ نظر إليهم وقال: ليأخذ كبير كلّ قبيلة بناحية من الثوب فتقدّم كبراؤهم وأخذ كلّ واحد منهم بطرف من أطراف الثوب، ثمّ أمرهم جميعاً بحمله إلى ما يحاذي موضع الحجر من بناء الكعبة، حيث محمّد بانتظارهم عند الركن، تناول الحجر من الثوب ووضعه في موضعه فانحسم الخلاف وانفضّ النزاع بفضل حكمة الصادق الأمين التي منعت الفتنة أن تقع وحفظت النفوس أن تزهق، والدماء أن تُراق، حقّاً إنّك يا رسول اللّه رحمة للعالمين. (تاريخ الطبري 1: 526، سيرة ابن هشام 1: 197). وهنا نذكر بعض الروايات الواردة في الحجر الأسود: 1) روي عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) والأئمّة عليهم السلام... وكان أشدّ بياضاً من اللبن فأسودّ من خطايا بني آدم، ولولا مسّه من أرجاس الجاهليّة ما مسّه ذوعاهة إلاّ بريء. (الفقيه 2: 124، الحديث 541، وسائل الشيعة، كتاب الحجّ، أبواب الطواف، الباب 21، الحديث 6) 2) قال سلمان رحمه اللّه: ليجيئنّ الحجر يوم القيامة مثل أبي قبيس، له لسان وشفتان، و يشهد لمن وافاه بالموافاة. (العلل: 424، العيون 2: 91، الحديث 1). 3) عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا(عليه السلام)... أنّ اللّه لمّا أخذ مواثيق بني آدم التقمه الحجر، فمن ثمّ كلّف الناس بتعاهد ذلك الميثاق ومن ثمّ يقال عند الحجر: أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة. (العلل: 424، الحديث 2، العيون 2: 91، الحديث 1، وسائل الشيعة 13: 318، كتاب الحجّ، أبواب الطواف، الباب 12، الحديث 7). 4) قال أبوعبداللّه(عليه السلام) إنّ للحجر لساناً ذلقاً يوم القيامة يشهد لمن وافاه بالموافاة، ثمّ ذكر الحديث خلق آدم وأخذ الميثاق على ذريّته، وأنّ الحجر التقم الميثاق من الخلق كلّهم إلى أن قال: فمن أجل ذلك أمرتم أن تقولوا إذا استلمتم الحجر: أمانتي أديّتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة يوم القيامة. (العلل: 425، الحديث 6، وسائل الشيعة 13: 319، أبواب الطواف، الباب 12، الحديث 11). 5) عن أبي عبداللّه(عليه السلام) قال: مرّ عمر بن الخطّاب على الحجر الأسود فقال: واللّه يا حجر إنّا لنعلم إنّك حجر لا تضرّ ولا تنفع، إلاّ أنّا رأينا رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) يحبّك فنحن نحبّك، فقال أميرالمؤمنين(عليه السلام): كيف يابن الخطّاب! فواللّه ليبعثنه اللّه يوم القيامة، وله لسان وشفتان، فيشهد لمن وافاه، وهو يمين اللّه عزّوجلّ في أرضه يبايع بها خلقه، فقال عمر: لا أبقانا اللّه في بلد لا يكون فيه عليّ بن أبي طالب. (علل الشرائع 426، الحديث 8، وسائل الشيعة 13: 320، كتاب الحجّ، أبواب الطواف، الباب 12، الحديث 13). الطواف والحجر الأسود: وصورة الطواف عند الإماميّة أن يقف الحاجّ إلى جانب الحجر الأسود قريباً منه أو بعيداً عنه مراعياً في ذلك أن تكون الكعبة إلى جانبه الأيسر، ثمّ ينوي الطواف ويطوف حول الكعبة سبعة أشواط مبتدئاً في كلّ شرط بالحجر الأسود ومنتهياً إليه. وقال الشيخ الطوسي: فإذا أراد الطواف بالبيت فليفتتحه من الحجر الأسود، فإذا أردنا منه، رفع يديه، وحمد اللّه وأتني وصلّى على النبيّ(صلى الله عليه وآله) وسأله أن يتقبّل اللّه منه و يستلم الحجر الأسود ويقبّله، فإن لم يستطع استلمه بيده، فإن لم يقدر على ذلك أيضاً أشار إليه بيد، وقال: أمانتي أدّيتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة، اللّهم تصديقاً بكتابك. وينبعي أن يختم الطواف بالحجر الأسود كما بدأ به، ويستحبّ أن يستلم الأركان كلّها وأشدّها تأكيداً الركن الذي فيه الحجر الأسود. (النهاية: 231). استلام الحجر وتقبيله: قال الشهيدان في سنن الطواف: الوقوف عند الحجر الأسود والدعاء فيه في حالة الوقوف مستقبلا رافعاً يديه... واستلام الحجر بما أمكن من بدنه. (الروضة 2:253-255). وقال المحقّق الحلّي في كيفيّة الطواف: أنّه يشتمل علي واجب وندب، فالواجب سبعة... والندب خمسة عشر: منها الوقوف عند الحجر وحمد اللّه والثناء عليه والصلاة على النبيّ(صلّى اللّه عليه وآله) ورفع الدين بالدعاء واستلام الحجر على الأصحّ وتقبيله، فإن لم يقدر فبيده، ولو كانت مقطوعة استلم بموضع القطع. (الشرائع 1: 248). وقال العلاّمة في قواعده: والوقوف عند الحجر، والدعاء رافعاً يديه به، واستلامه ببدنه أجمع، وتقبيله، فإن تعذّر فببعضه، فإن تعذّر فبيده، ويستلم المقطوع بموضع القطع وفاقد اليد يشير. (القواعد 1: 428). أمّا الروايات استلام الحجر وتقبيله: 1) عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبداللّه(عليه السلام) قال: إذا دنوت من الحجر الأسود فارفع يديك واحمد اللّه- إلى أن قال: ثمّ استلم الحجر وقبّله، فإن لم تستطع أن تقبّله فاستلمه بيدك، فإن لم تستطع أن تستلمه بيدك فأشر إليه. (الكافي 4: 402، الحديث 1، التهذيب 5: 101، الحديث 329، وسائل الشيعة 13: 316، كتاب الحجّ، أبواب الطواف، الباب 13، الحديث 1). 2) عن أبي عبداللّه(عليه السلام) في الحديث قال: كان رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) يستلم الحجر في كلّ طواف فريضةً ونافلة. (الكافي 4: 404، الحديث 2، وسائل الشيعة 13: 316، كتاب الحجّ، أبواب الطواف، الباب 13، الحديث 2). 3) عن بكير بن أعين أنّه سأل أبا عبداللّه(عليه السلام) لأيّ علّة وضع اللّه الحجر في الركن الذي هو فيه؟ ولأيّ علّة يقبل؟ إلى أن قال: فقال: إنّ اللّه وضع الحجر الأسود في ذلك الركن لعلّة الميثاق; وذلك أنّه لمّا أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريّاتهم حين أخذ اللّه عليهم الميثاق في ذلك المكان، إلى أن قال: وأمّا القبلة والالتماس فلعلّة العهد تجديداً لذلك العهد والميثاق، وتجديداً للبيعة، ليؤدّوا إليه العهد الذي اُخذ عليهم في الميثاق، فيأتوه في كلّ سنة، ويؤدّوا إليه ذلك العهد والأمانة اللذين اُخذوا عليهم. (الكافي 4: 184، الحديث 3، علل الشرائع: 429، الحديث 1، وسائل الشيعة 13: 317، كتاب الحجّ، أبواب الطواف، الباب 13، الحديث 5). [1276]. الكافي 4: 430، الحديث 1، التهذيب 5: 144، الحديث 476، وسائل الشيعة 13: 472، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 2، الحديث 1. [1277]. التهذيب 5: 145، الحديث 478، وسائل الشيعة 13: 474، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 2، الحديث 4. ([1278]) أسماؤها، عن الإمام الصادق (عليه السلام): أسماء زمزم: ركضة جبرئيل، وحَفيرة إسماعيل، وحفيرة عبدالمطّلب، وزمزم، وبرَّة، والمضنونة، والرواء وشبعة، وطعام، ومطعم، وشفاء سقم. (الخصال: 455، الحديث 3). وعن الإمام الصادق(عليه السلام) في ذكر قصّة هاجَر: لمّا ارتفع النهار عطش إسماعيل وطلب الماء، فقامت هاجر في الوادي في موضع المسعى ونادت: هل في الوادي من أنيس؟ فغاب عنها إسماعيل، فصعدت على الصفا، ولمع لها السراب في الوادي وظنّت أنّه ماء، فنزلت في بطن الوادي وسعت، فلمّا بلغت المسعى غاب عنها إسماعيل، ثمّ لمع لها السراب في ناحية الصفا، فهبطت إلى الوادي تطلب الماء، فلمّا غاب عنها إسماعيل عادت حتّى بلغت الصفا فنظرت، حتّى فعلت ذلك سبع مرّات، فلمّا كان في الشوط السابع- وهي على المروة- نظرت إلى إسماعيل، وقد ظهر الماء من تحت رجله، فعادت حتّى جمعت حوله رملاً، فإنّه كان سائلاً فَزَمّته بما جعلته حوله، فلذلك سُمّيت زمزم. (تفسير القمي: 1، الحديث 61). عليّ بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبداللّه(عليه السلام) قال: إنّ إبراهيم (عليه السلام) لمّا خلّف إسماعيل بمكّة عطش الصبيّ، فكان فيما بين الصفا والمروة شجر، فخرجت اُمّه حتّى قامت علي الصفا فقالت: هل بالبوادي من أنيس؟ فلم يجبها أحد، فمضت حتّى انتهت إلى المروة، فقالت: هل بالبوادي من أنيس؟ فلم تُجب، ثمّ رجعت إلى الصفا وقالت ذلك، حتّى صنعت ذلك سبعاً، فأجري اللّه ذلك سُنّة، و أتاها جبرئيل فقال لها: من أنتِ؟ فقالت: أنا اُمّ ولد إبراهيم، قال لها: إلى من تركَكُم؟ فقالت: أمالئن قلتَ ذاك لقد قلتُ له حيث أراد الذَّهاب: يا ابراهيم، إلى من تركْتَنا؟ فقال: إلى اللّه عزّوجلّ، فقال جبرئيل (عليه السلام): لقد وَ كلكم إلى كاف وكان الناس يجتنبون الممرّ إلى مكّة، لمكان الماء ففحص الصبيّ برجله فنبعت زمزم، قال: فرجعَت من المروة إلى الصبيّ وقد نبع الماء، فأقبلت تجمع التراب حوله مخافة أن يسيح الماء، ولو تركته لكان سَيْحاً. قال: فلمّا رأت الطيروالماء حلّقت عليه، فمرَّ رَكْب من اليمن يريد السفر، فلمّا رأوا الطير قالوا: ما حلّقت الطير إلاّ على ماء. فأتَوهم فَسَقَوهم من الماء فأطعموهم الركبُ من الطعام، وأحري اللّه عزّوجلّ لهم بذلك رزقاً، وكان الناس يمرُّون بمكّة فيطعمونهم من الطعام ويسقونهم من الماء. (الكافي 4: 202، الحديث 2). عليّ بن إبراهيم، وغيره رفعوه قال: كان في الكعبة غزالان من ذهب وخمسة أسياف، فلمّا غلبت خزاعة جرهم على الحرم ألقت جرهم الأسياف والغزالين في بئر زمزم وألقوا فيها الحجارة وطمّوها وعمّوا أثرها، فلمّا غلب قصيّ على خزاعة لم يعرفوا موضع زمزم وعمي عليهم موضعها، فلمّا غلب عبدالمطّلب وكان يفرش له في فناء الكعبة ولم يكن يفرش لأحد هناك غيره فبينما هو نائم في ظلّ الكعبة فرأي في منامه أتاه آت فقال له: احفر برّة قال: وما برّة؟ ثمّ أتاه في اليوم الثاني فقال: احفر طيّبة، ثمّ أتاه في اليوم الثالث فقال: احفر المصونة، قال: وما المصونة؟ ثمّ أتاه في اليوم الرّابع فقال: احفر زمزم لاتنزالح ولاتذم تسقي الحجيج الأعظم عند الغراب الأعصم عند قرية النّمل وكان عند زمزم حجر يخرج منه النمل فيقع عليه الغراب الأعصم في كلّ يوم يلتقط النمل، فلمّا رأي عبدالمطّلب هذا عرف موضع زمزم فقال لقريش: إنّي اُمرت في أربع ليال في حفر زمزم، وهي مأثرتنا وعزّنا فهلّموا نحرها فلم يجيبوه إلى ذلك فأقبل يحفرها هو بنفسه وكان له ابن واحد وهو الحارث وكان يعينه على الحفر فلمّا صعب ذلك عليه تقدّم إلى باب الكعبة، ثمّ رفع يديه ودعا اللّه عزّوجلّ، ونذر له إن رزقه عشر بنين أن ينحر أحبّهم إليه تقرّباً إلى اللّه عزّوجلّ فلمّا حفر وبلغ الطوي طوي إسماعيل وعلم أنه قد وقع على الماء كبّروكبّرت قريش وقالوا: يا أبا الحارث هذه مأثرتنا ولنا فيها نصيب، قال لهم: لم تعينوني على حفرها هي لي ولولدي إلى آخر الأبد. (الكافي 4: 219، الحديث 6). فضل ماء زمزم وشربها: قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله): ماء زمزم دواء لما شُرب له. (الفقيه 2: 208، الحديث 2164، المحاسن 2: 399، الحديث 2395). قال عليّ (عليه السلام): ماء زمزم خيرُ ماء على وجه الأرض. (المحاسن 2: 399، الحديث 2394). عن عليّ بن مهزيار قال: رأيت أبا جعفر الثاني(عليه السلام) ليلة الزيارة طاف طواف النّساء و صلّى خلف المقام، ثمّ دخل زمزم فاستقي منها بيده بالدلو الذي يلِي الحجر وشرب منه، وصبّ على بعض جسده، ثمّ اطّلع في زمزم مرّتين، واخبرني بعض أصحابنا أنّه رأه بعد ذلك بسنّة فعل مثل ذلك. (الكافي 4: 430، الحديث 3). عن أبو أيّوب المدائني عن بعض أصحابنا رفعه: كان أبوالحسن(عليه السلام)يقول إذا شرب من زمزم: بسم اللّه، الحمدللّه، الشكر للّه. (المحاسن 2: 400، الحديث 2400). عن الإمام الصادق(عليه السلام): إذا فرغ الرجل من طوافه وصلّى ركعتين فليأت زمزم، وليستق منه ذَنوباً. (الذنوب الدلو العظيمة، وقيل لاتسمّى ذَنوباً إلاّ إذا كان فيها ماء. (النهاية 2:، الحديث 171)، أوذَنوبين وليشرب منه وليصبّ على رأسه و ظهره وبطنه ويقول: «اللّهم اجْعَله عِلْماً نافِعاً ورزقاً وَاسعاً، وشِفاءً مِنْ كُلِّ دَاء وسَقَم». ثمّ يعود إلى الحجر الأسود. (الكافي 4: 430، الحديث 2، التهذيب 5: 144، الحديث 476). إهداء مائها: عن الإمام الباقر (عليه السلام): كان النبيّ صلّى اللّه عليه وآله، يستهدي من ماء زمزم وهو بالمدينة. (التهذيب 5: 471، الحديث 657، المحاسن 2: 400، الحديث 2399). [1279]. الكافي 4: 430، الحديث 1، التهذيب 5: 144، الحديث 476، وسائل الشيعة 13: 472،كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 2، الحديث 1. [1280]. الكافي 4: 430، الحديث 2، التهذيب 5: 144، الحديث 477، وسائل الشيعة 13: 473،كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 2، الحديث 2. [1281]. و «ذَنُوب» فى الأصل، الدّلو العظيم، لايقال لها ذنوب إلاّ وفيها ماء، وكانوا يستقون فيها لكلّ واحد ذنوب، فجعل الذَّنوب:النصيب (مجمع البحرين، 2: 60، مادّة ذنب). [1282]. التهذيب 5: 145، الحديث 478، وسائل الشيعة 13: 473، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 2، الحديث 4. [1283]. التهذيب 5: 145، الحديث 478، وسائل الشيعة 13: 474، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 2، الحديث 4. [1284]. التهذيب 5: 145، الحديث 478، وسائل الشيعة 13: 474، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 2، الحديث 4. [1285]. الكافي 4: 430، الحديث 1، التهذيب 5: 144، الحديث 476، وسائل الشيعة 13: 472، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 2، الحديث 1. [1286]. الكافي: 430، الحديث 2، وسائل الشيعة 13، 473، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 2، الحديث 2. [1287]. الكافي 4: 248، الحديث 6، الفقيه 2: 153، الحديث 665 و207، العلل: 412، الحديث 1، وسائل الشيعة 11: 222، كتاب الحجّ، أبواب أقسام الحجّ، الباب 2، الحديث 14. [1288]. الكافي 4: 249، الحديث 7، وسائل الشيعة 11: 223، كتاب الحجّ، أبواب أقسام الحجّ، الباب 2، الحديث 15. [1289]. إنّ الصفا والمروة من شعائر اللّه والسعي بينهما من أركان الحجّ. الصفا في الأصل: الحجر الاملس مأخوذ من الصفو واحدة صفاة فهو مثل حصاة وحصي ونواة ونوي، وقيل إنّ الصفا واحد، قال المبرّد: الصفا كلّ حجر لا يخلطه غيره من طين أوتراب، و إنّما اشتقاقه من صفا يصفو إذا خلص، وأصله من الواو لأنّك تقول في تثنية صفوان ولايجوز امالته. والمروة في الأصل الحجارة اللينة، وقيل الحصاة الصغيرة، وقيل هو جمع مثل تمرة و تمر والمرو نبت، وأصله الصلابة، فالنبت إنّما سمّي بذلك لصلابة بزره، وقد صارا اسمين لجبلين معروفين بمكّة، والألف واللام فيهما للتعريف لا للجنس، والشعائر المعالم للأعمال وشعائر اللّه معالمه التي جعلها مواطن للعبارة، وكلّ معلم لعبادة من دعاء أو صلاة أو غيرهما فهو مشعر لتلك العبادة وواحد الشعائر شعيرة فشعائر اللّه أعلام متعبّد أنّه من موقف أو مسعى أو منحر من شعرت به، أي علمت. (مجمع البيان 1: 239). وروى عن جعفر الصادق(عليه السلام) أنّه قال نزل آدم على الصفا ونزلت حواء على المروة فسمّي الصفا باسم آدم المصطفى وسمّيت المروة باسم المرأة. (البحار 96: 43). قال الصادق(عليه السلام) كان المسلمون يرون أنّ الصفا والمروة ممّا ابتدع أهل الجاهليّة فأنزل اللّه هذه الآيه: (إنَّ الصَّفا وَالمَروَةَ مِنْ شَعائرِ اللّه فَمَن حَجَّ البَيْتَ أوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيهِ أنْ يطَّوَّفَ بِهِما وَ مَنْ تَطَوَّع خيراً فإنّ اللّه شاكرٌ عليم)البقرة (2): 158. وإنّما قال فلاجناح عليه أن يطوف بهما، وهو واجب أوطاعة على الخلاف فيه; لأنّه كان على الصفا صَنَم يقال له أساف، وعلى المروة صنم يقال له نائلة وكان المشركون إذا طافوا بهما مسحوهما فتحرج المسلمون عن الطواف بهما لأجل الصنمين، فانزل اللّه تعالى هذه الآيه. (مجمع البيان 1: 240). [1290].الكافي 4:431، الحديث 1، التهذيب 5:145، الحديث 481، وسائل الشيعة 13:476، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 4، الحديث 1. [1291]. الكافي 4: 431، الحديث 1، التهذيب 5: 145، الحديث 481، وسائل الشيعة 13: 476، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 4، الحديث 1. [1292]. الكافي 4: 432، الحديث 5. [1293]. الكافي 4: 432، الحديث 5، التهذيب 5: 147، الحديث 482، وسائل الشيعة 13: 478، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 4، الحديث 3. [1294]. التهذيب 5: 147، الحديث 483، الاستبصار 2: 238، الحديث 827، وسائل الشيعة 13: 479، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 5، الحديث 1، الكافي 4: 433، الحديث 6، الفقيه 2: 135، الحديث 578، وسائل الشيعة 13: 479، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 5، الحديث 2. [1295]. الكافي 4: 433، الحديث 6، الفقيه 2: 135، الحديث 578، وسائل الشيعة 13: 479، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 5، الحديث 2. [1296]. يستحبّ أن يسعى راجلا وإن جاز راكباً; لأنّه أدخل في الخضوع وأقرب إلى المذلّة، وقد ورد في الأخبار العديدة: أنّ المسعي أحبّ الأراضي إلى اللّه تعالى; لأنّه يذلّ فيه الجبابرة. (الكافي 4: 434، الحديث 3، الفقيه 2: 127، الحديث 546، وسائل الشيعة 13: 467، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 1، الحديث 2). ولصحيحة معاوية بن عمّار: عن الرجل يسعى بين الصفا والمروة راكباً، قال: لابأس، والمشي أفضل. (الكافي 4: 437، الحديث 2، التهذيب 5: 155، الحديث 512، وسائل الشيعة 13: 496، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 16، الحديث 2). والأخرى: عن المرأة تسعى بين الصفا والمروة على دابّة أو على بعير، فقال: لابأس بذلك، وسألته عن الرجل يفعل ذلك، فقال: لابأس به، والمشي أفضل. (الفقيه 2: 257، الحديث 1248، التهذيب 5: 155، الحديث 513، وسائل الشيعة 13: 496، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 16، الحديث3). ولكن ذلك إذا لم يخف الضعف، وإلاّ فالظاهر أفضليّة الركوب، كما صرّح به في صحيحة الخشّاب: أسعيت بين الصفا والمروة. فقال: نعم، قال: وضعفت؟ قال: لا واللّه لقد قويت، قال: فإن خشت الضعف فاركب، فإنّه أقوى لك في الدعاء. (التهذيب 5: 155، الحديث 514، وسائل الشيعة 13: 497، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 16، الحديث 5). [1297]. نصّاً وفتوىً، أمّا النصوص منها صحيحة ابن عمّار، (التهذيب 5: 148، الحديث 487، وسائل الشيعة 13: 481، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 6، الحديث 1). وأمّا الفتوى فراجع التذكرة 8: 134، الرياض 7: 120، مستند الشيعة 12: 171. [1298]. اُنظر التذكرة 8: 135، الحدائق 16: 275، الرياض 7: 121، مستند الشيعة 12: 173. [1299]. التهذيب 5: 155، الحديث 514، وسائل الشيعة 13: 497، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 16، الحديث 5. [1300]. نصّاً وفتوى، امّا النصّ فراجع الكافي 4: 405، الحديث 8، التهذيب 5: 148، الحديث 488، وسائل الشيعة 13: 502، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 21، الحديث 1 و2. وأمّا الفتوى: التذكره 8: 136، الرياض 7: 121)، مستند الشيعة 12: 173. [1301]. التهذيب 5: 148، الحديث 487، الكافي 4: 434، الحديث 6، وسائل الشيعة 13: 481، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 6، الحديث 1 و2. [1302]. الكافي 4: 433، الحديث 9، التهذيب 5: 148، الحديث 486، الاستبصار 2: 238، الحديث 828، وسائل الشيعة 13: 481، كتاب الحجّ، أبواب السعي، الباب 5، الحديث 6.
|